تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العناد والغيرة ونبش الماضي تؤجج الخلافات الزوجية

مجتمع
الجمعة 21/11/2008
لقاء : ميساء الجردي

لايكاد يخلو بيت من الخلافات الزوجية , إلا انها تختلف من حيث أسبابها وطرق ... معالجتها, فقد تكون أسباب الخلاف ... عادية, إلا أن الطريقة الفجة في معالجتها, أحالتها إلى خلافات كبيرة, ربما تستعصي على الحل.

الوقاية خير علاج‏

وطبعا من الخطأ أن نضع اللوم كله على أحد الزوجين دون الآخر فليس هناك شخص ملاك والآخر شرير, ودائما هناك طرق مثلى وجيدة لمعالجة الخلافات الزوجية وعدم السماح لها بالتطور والتأزم, الأستاذ أحمد سعيد رزق محكم شرعي في قضايا الطلاق.‏

من خلال خبرته الطويلة في التعامل مع قضايا الطلاق وأسبابه التي في أغلبها خلافات اجتماعية تبدأ بأمور بسيطة, يرى أن هناك عدة أمور تجنب الزوجين الوصول إلى هذه النتائج السلبية منها:‏

أولا: أن يتجنب أحد الزوجين ما قد يغضب الآخر, وهذا أمر في غاية السهولة وخاصة إذا كان قد مضى على ارتباطهما وقت, غالبا ما يكون خلاله كل منهما قد عرف طباع الآخر. وما يحب وما يكره, حتى لو اقتضت الضرورة أن يتنازل الواحد منهما عن شيء من عاداته أو قناعاته وأحيانا شيء من سلوكه, لأن المعيشة بينهما أصبحت مشتركة وكل واحد يتأثر بالآخر ويوثر به, ولا يمكن أن تسير الأمور إلا إذا تنازل أحدهما عن شيء من حقوقه لصالح الآخر.‏

جوانب تستحق المراعاة‏

ثانيا : عدم التدخل في عمل الآخر, ومراعاة طبيعة العمل الذي يقوم به فالطبيب قد يضطر إلى مغادرة المنزل في أي ساعة من ساعات الليل والنهار, والتاجر قد يضطر إلى السفر.. وظروف العمل تضطر الانسان للاحتكاك بالجنسين معا, وهنا يجب أن ننتبه إلى موضوع الغيرة التي تؤدي إلى التدخل المستمر في شؤون عمل الآخر وافتراضات لسلوك وهمي ليس له أساس على أرض الواقع- فتخرج عن الحدود الطبيعية للغيرة وتسبب مشكلات كثيرة.‏

وثالثا: مراعاة الوضع الاقتصادي للزوج, وعدم النظر إلى وضع الآخرين ومحاولة مجاراتهم وتقليدهم في الأمور المعيشية والترفيهية ( الصديقة أو الجارة أو الأخت) لأن اصرار المرأة على المعيشة بمستوى الآخرين متناسية ظروف كل من العائلتين, هو ايقاد لنار الخلافات الأسرية.‏

ورابعا: ألا ينقل الزوجين هموم عملهما إلى المنزل فلكل مهنة أعباؤها وهمومها ومشكلاتها, ولا ينقضي يوم العمل إلا ويكون المرء قد وصل إلى أقصى درجات الضيق والإرهاق, فينسحب ذلك تلقائيا على تصرفاته لذا فعلى المرء أن يحاول أن يفصل بين عمله وبيته قدر الامكان.‏

تضييق دائرة الخلاف‏

وعن رأيه في مشاركة الأهل أو الاطفال في الخلافات الزوجية قال: من دواعي الخلاف بين الزوجين هو انصياع أحدهما إلى أهله, وتسييره من قبلهم وهذا دليل على ضعف الشخصية لدى الرجل, أو المرأة, ومن المهم أن يحاول الزوجان حل مشكلاتهما بنفسهما, فكلما اتسعت دائرة الخلاف, استعصى الأمر على الحل.‏

وهذا يقودنا إلى النصح بعدم افشاء اسرار المنزل ليس فقط إلى الأهل, بل إلى الجيران والمقربين لأن ذلك يمس خصوصية الحياة الزوجية ويؤثر سلباً على حياتهما, بما سيسمعانه من تعليقات ونصائح وانتقادات قد لا تكون في محلها.‏

أما بالنسبة للأطفال, فالخلافات بين الأبوين تؤثر عليهم من الناحية النفسية والجسدية ومن الناحية التعليمية بشكل يصعب حله أو تداركه مستقبلا فضلا عن أن الطفل غالبا ما يتخذ موقفا تجاه أحد أبويه, وهذا يجب ألايحدث.‏

وعدم النبش في الماضي‏

البعض يقول: إن المصارحة بين الزوجين مطلوبة, ومن الضروري معرفة كل طرف لماضي الآخر.. وعن ذلك يجيبنا الاستاذ رزق موضحا أمرين الأول: هو عدم الخوض في الماضي فلكل انسان منا ماض عاشه, يقال عنه فترة الجهل, ومن النادر ألا يمر الانسان بنزوات وعلاقات ويعتبرها من خصوصيات حياته, ومن غير المنطق أن نحاسبه على ما ارتكبه في الماضي, وهنا القانون يكون أرحم من المرأة أو الرجل, حيث يعتبر الجرم ساقطاً بالتقادم, لكن في ذاكرة الزوجين تستمر المحاسبة عليه.‏

ويرى: أن من يرفع هذا الشعار, ينادي به بشكل نظري لأن نبش الماضي يحطم العلاقات الزوجية, وخاصة إذا كان الزوجان على مستوى غير متميز من التعقل والاستيعاب.‏

والأمر الثاني هو الخوض في خلافات سابقة بين الزوجين, فمن المؤسف أن تنشب خلافات بينهما بسبب الخوض في ذكر الأخطاء السابقة نفسها من باب التذكير والعتاب فتتأجج الخلافات من جديد.‏

رأي‏

ربما لم نحصر الأسباب كلها التي تمنع وقوع الخلافات بين الزوجين أو التي تحد منها, لكن سبباً واحداً من الأسباب السابقة قديشعل نار المشكلة ويشتت الأسرة... التي يجب أن تهيأ لها كل السبل لتكون سليمة ومتماسكة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية