وقالت الدكتورة العطار في كلمة لها مساء أمس خلال الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي السابع لمجمع اللغة العربية انه لا يمكن الحديث عن الثقافة ودورها من دون الحديث عن اللغة العربية التي تعد الارضية الاساس والركيزة الاولى للثقافة وهي الانتماء والهوية بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى.
واشارت السيدة نائب رئيس الجمهورية الى المتغيرات التي اصابت الامة العربية من احتلال واستعمار واضطهاد عرقل مسيرتها مؤكدة ان مسيرة الثقافة لا يمكن عرقلتها مهما اشتدت الظروف وتأزمت الاحوال مادمنا نملك الايمان باهمية الثقافة واللغة وضرورة استنهاضها واعادة الألق اليها عبر مؤسساتها ولاسيما مجامع اللغة العربية والمؤسسات الثقافية.
وتحدثت الدكتورة العطار عن دور الاعلام في تدعيم قضية النهوض باللغة العربية ونشرها وتوحيد اللهجات واهمية استخدام اللغة الفصحى في وسائل الاعلام المختلفة.
واعربت السيدة نائب رئيس الجمهورية عن املها بان تقوم مجامع اللغة العربية بدورها في اداء رسالتها في مسألة النهوض باللغة العربية وتحديثها بتعاون كل المؤسسات التربوية والتعليمية المعنية باعتبار ان اللغة عامل موحد بين ابناء الامة.
ودعا المؤتمر - في التوصيات الصادرة عنه- مجامع اللغة العربية في مختلف اقطار الوطن العربي الى الاخذ بالتجديد اللغوي منهجا في تطوير اللغة لاستمرارية حياتها على الا يكون في التجديد خروج عن اصول اللغة ونظامها واعتماد الشمولية في التجديد لمختلف اوجه اللغة من نحو وبيان وبلاغة وغير ذلك والعمل على توحيد المصطلحات في علوم اللغة العربية نحوا وبلاغة واملاء والنأي عن المصطلحات التي تخرج عن المألوف المعتمد والموحد في مناهجنا اللغوية والتربوية.
وحث المؤتمر في توصياته المجامع اللغوية العربية على مواكبة التفجر المصطلحي في ميادين العلوم كافة والسرعة في ايجاد البديل العربي للمصطلحات الاجنبية وتوحيد قواعد الرسم الاملائي وتعميم القواعد الموحدة على نطاق الساحة القومية والعمل على وضع معايير لقياس التمكين من اللغة العربية على غرار ما هو متبع في اللغة الانكليزية وتوفير الترجمة العربية للمواصفات القياسية المتعلقة باللغة والمصطلحات والمعاجم.
وشددت التوصيات الموجهة الى وزارات التربية ووزارات التعليم العالي في الوطن العربي على ضرورة الحرص على اطراد القاعدة الاملائية وتجنب الاراء الشاذة والمحافظة على صور الرسم المالوفة وصلاً للحاضر بالماضي وعدم الفصل بين قواعد الاملاء وغيرها من علوم اللغة العربية التي تستدعي ذلك وتوحيد القواعد الاملائية منعاً للاضطراب الذي يحدث في الكتابة بين الدول العربية.
وفي مجال البلاغة اكد المؤتمر في توصياته ضرورة العمل على الغاء التقسيم الثلاثي لعلوم البلاغة وجعلها فنا واحدا والتقليل من التقسيمات والتعريفات التي تضلل الدارس وتنقية البلاغة مما علق بها من مصطلحات الفلاسفة واهل المنطق والعلوم التي لا تمت اليها بصلة ورفدها بما استجد من دراسات نقدية وادبية وجمالية بحيث لا يهدم اصولها ولا يمحو معالمها واختيار النصوص رفيعة المستوى وتلمس البلاغة فيما استجد من فنون ادبية تعبر عن المعاصرة وتوحيد اسلوب التأليف في البلاغة.
وحول التجديد في مجال النحو دعا المؤتمر في توصياته الى الاخذ بالمفهوم المنظومي للنحو اصواتا وبنية داخلية وضبطا للاواخر وتركيبا واداء ومعان والابتعاد عن الشذوذات والاستثناءات والمماحكات والتاويلات التي تعسر اللغة وحذف ما لا يفيد في صحة النطق من موضوعات النحو والتركيز على النحو الوظيفي في مراحل التعليم العام.
وفيما يخص مجال تعليم اللغة وتعلمها لفتت توصيات المؤتمر الى اهمية التركيز على وحدة اللغة والتكامل بين مهاراتها واستعمال الالعاب اللغوية في العملية التعليمية والتركيز على الوظيفية في اختيار الموضوعات وتعليم اللغة من خلال قوالبها وليس من خلال مفرداتها فقط اضافة الى اعتماد المفهوم المنظومي في بناء المناهج اللغوية مادة ومجتمعا ومتعلما وايلاء الاهتمام باعداد المعلمين.
وتضمنت التوصيات التي توجه بها المؤتمر الى اتحاد مجامع اللغة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم )اليكسو( دعم جهود المعجم العربي الحاسوبي واستكمال ما ينقص من مكوناته وقاعدة معطياته والتنسيق بين اللغويين والحاسوبيين في عمل معاجم التجمعات اللفظية الحاسوبية والالكترونية والاهتمام بالتجمعات اللفظية وتخصيص معاجم تضم كل ما كتب في العربية في مجالات الكتابة وتحديث معاجمنا اللغوية واغنائها بالالفاظ المستجدة لسد النقص في بعض المداخل ودلالاتها المعاصرة كما حث المؤتمر في توصياته اتحاد المجامع على سرعة انجاز المعجم التاريخي للغة العربية.
وكان المؤتمر السنوي السابع لمجمع اللغة العربية في دمشق انعقد تحت عنوان )التجديد اللغوي( في الفترة بين الثامن عشر والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري بمشاركة باحثين وخبراء واعضاء من المجامع اللغوية العربية وجمهور ومتابعي اللغة العربية والقيت فيه مجموعة من المحاضرات والمداخلات تحت اربعة محاور هي اسس التجديد اللغوي وميادين التجديد اللغوي والتجديد اللغوي في ميدان تعليم اللغة العربية وتعلمها والمحور الاخير حول التجديد اللغوي والترجمة.
حضر الجلسة الختامية الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي واساتذة جامعيون وعدد من المهتمين باللغة العربية.