فالمسرح الجامعي يؤدي دوره التثقيفي جماهيريا من خلال العروض الهامة التي ينجزها عدا عن مسألة البحث عن الطاقات الشبابية والأخذ بيد المواهب الطلابية إن كان في التمثيل أو الكتابة أو الإخراج علاوة على الندوات التثقيفية وورش العمل المسرحية المختلفة الأهداف وغيره.
وقد أقام المسرح الجامعي مهرجاناته المختلفة في دمشق وكافة المحافظات وكان له حضوره وأعماله وطقوسه الثقافية الخاصة ومر في فترات ذهبية مدهشة كما تحولت تلك المهرجانات إلى حراك ثقافي متميز وهام ربط طلبة الجامعة بمحيطهم المجتمعي وحرضهم دوما على الاهتمام بمشكلاته الحقيقية كي يعملوا على معالجتها في أعمالهم من جهة ومن جهة أخرى فإن اقترابهم من الواقع وجههم إلى البحث أكثر وأكثر إلى الارتباط بالمجتمع.
أما آخر مهرجانات المسرح الجامعي كان في اللاذقية حيث شغل وسائل الإعلام المختلفة بعروضه وآليات عمله ومشاركيه من الطلبة الجامعيين كما أساليبه المتنوعة التي اعتمدت على ورشات عمل ودورات إعداد الممثل ثم الاعتماد على نصوص مسرحية هامة إضافة إلى مساهمة الشباب الجامعيين بالأفكار الكثيرة والموضوعات التي تمخضت عنها مجموعة من العروض المسرحية اللافتة كان منها (المخرج والموسيقي) والذي افتتح المهرجان عروضه به وقد شارك في إبداعه شباب جامعيون وكان تتويجا لورشة عمل متخصصة لها طابعها ولونها الخاص كما أكد مدير المسرح الجامعي هاشم غزال.
وقد أنجز المسرح الجامعي الكثير في الساحة الثقافية والفنية وأسس الأرضية لإبداعات خلاقة فخصوصية هذا المسرح انه يمتلك الأفكار الحيوية والحياتية كون الشباب هم من ابتدعوها لذلك كانت أعماله على الدوام ذات مضامين ملحة وأفكار قريبة من الواقع كما تطرح المشكلات الراهنة والمختلفة... مثلا إحدى فرق المسرح الجامعي في السويداء وهي فرقة (دمعة وابتسامة) قدمت مؤخرا عرضاً مسرحياً بعنوان (خسران وفائز) وقد امتلك في كل تفصيل فيه هما حقيقيا فحضر فيه الهم الوطني والاجتماعي ومشكلات الشباب في كل أبعادها وضمن إطار مناقشة الواقع السوري والجانب الوطني والأحداث الأخيرة كما التأكيد على التمسك بالوطن والبقاء في أرضه مهما حصل وكله كان من انجاز تلك الفرقة الجامعية والشباب الجامعين الذين ترجموا مواهبهم وأفكارهم إلى إبداعات متنوعة فكان التأليف والإخراج والإضاءة والديكور وقد لفت العرض الأنظار بكل تفاصيله الفنية ومعالجاته.
حول آلية عمل فرقة المسرح الجامعي (دمعة وابتسامة) وعملها الأخير تحدث مخرج العرض (فرحان أبو حسون) قائلا: كان العرض تتويجا لورشة عمل اشترك فيها شباب فرقة المسرح الجامعي في السويداء واجتمع في العرض أفكار عديدة كلها اقتربت من حياتنا كشباب لنا مشكلاتنا الخاصة التي تخص هذه المرحلة إن كان في مجال العمل وإن كان في سياق مشكلات اجتماعية أو قضية استثمار طاقات الشباب ومساعدتهم في ترجمة إبداعاتهم إلى ارض الواقع إضافة إلى الطرح للهم العام والأزمة التي تشغل بال وأفكار الشباب أيضا.
كما حضر الواقع السوري الجديد وأحداثه في العرض وبرز تمسك الشباب الجامعي وإرادته كشريحة تعنى بهموم الوطن فكان الجانب الوطني والتركيز على المشاعر الوطنية أبرز وأهم جانب نطرحه وكان ذلك عبر لوحة (شام) اسم فتاة تأبى الخروج من وطنها مهما كان الثمن من معاناة ومأساة وحتى التضحية بالروح ليؤكد العمل من جهة أخرى دور الشباب الجامعي وموقفه الوطني لان كل تلك الأفكار التي عولجت كانت من طرح شباب الفرقة وذلك بعد ورشة العمل اغتنت بالنقاشات والحوارات والمقترحات المختلفة واخترنا بعدها الأهم من كل تلك الأفكار لطرحها كخلاصة منتقاة تعبر عن موقف الطلبة وارادتهم الصلبة وعندما قمنا بالعرض على مسرح التربية بمساعدة الاتحاد الوطني لطلبة سورية مشكورا حيث وفر لنا مكان البروفات ومكان العرض وغيره كان هناك إقبال منقطع النظير على العرض وهذا يؤكد على طاقات الشباب السوريين ومقدرته القيام بالفعل الثقافي الحقيقي على ارض الواقع.