من السلاح القاتل والمدمر من أجل إطالة عمر الحرب والفوضى وإجهاض أي مسعى للوصول إل حل سلمي للأزمة، مطلقة بذلك رصاصة الرحمة على مؤتمر جنيف2 الذي جرى التفاهم مع موسكو على عقده خلال الشهر الجاري.
الواضح أن واشنطن المراوغة والمخادعة كعادتها يئست من أدواتها ووكلائها وعملائها في تهيئة الظروف المناسبة لخوض غمار» جنيف2» من موقع القوة، فتقدمت إلى الأمام لترعى شراذم الإرهاب القاعدي الوهابي التكفيري بنفسها نيابة عن حليفتها القلقة «إسرائيل» التي سبق أن تدخلت مرات عديدة لإنقاذ مشروعها العدواني التخريبي فكان تدخلها وبالا عليها وعلى مرتزقتها الذين لم يحصدوا ولم تحصد سوى الخيبة والخسران من جبهة القصير المحررة إلى جبهة الجولان المفتوحة على التحرير.
شعور واشنطن بقرب تحطم أحلامها على إيقاع انتصارات الجيش العربي السوري وإصرار أركان محور المقاومة والممانعة على استكمال انتصاره على محور التآمر والعدوان، وضعها في مأزق صعب أمام حلفائها الذين حرقوا كل مراكبهم ولحاهم وأيديهم في الحرب على سورية، وهم الذين وظفوا الإعلام الدموي وشيوخ الفتنة والمليارات الكثيرة من أجل تدميرها، فما كان منها إلا أن أعلنت قرار التسليح لرفع معنوياتهم المنهارة وإنقاذ مياه وجوههم السوداء، رغم أنها تشرف على كل صفقات التسليح، وليس هناك من يصدق أن هؤلاء العملاء الصغار يمكن أن يقدموا على أي شيء دون رضا ومباركة واشنطن.
بالأمس أعلن مشايخ الضلالة والفتنة دعوتهم «للجهاد» ونصرة الإرهابيين في سورية، وها هي واشنطن تعلن اليوم تسليحها لهم، لتتضح معالم الحلف الشيطاني الذي يقاتل السوريين ويسعى لتدمير بلدهم، فهل ثمة من يشك بعد اليوم بدعم واشنطن للإرهاب، أو أن ينفي تورط القرضاوي وعصابته في المشروع الصهيو - أميركي..لقد اتضحت معالم المعركة التي نواجهها وانكشفت خيوط المؤامرة التي تستهدفنا وعلينا جميعا أن نكون مستعدين لما هو قادم.