وحسبهم أنّهم سيبقون في ديار ليست لهم ،
وعلى أرض ليست أرضهم ؛ حُقنوا بجرعات دعم من أمراء النفط والدولار في ( قطر والسعودية والسلطنة العثمليّة ) ، وبرصيد (صهيو-أمريكي ) حتى سكروا بخمرة العمالة ؛ راهنوا وتبجّحوا ؛ زعموا وأوغلوا في تزوير الحقائق ؛ أغفلوا أنّ في سورية (دولة وجيشاً وشعباً ) ، ثلاثيّة قويّة لا تنفصم عراها ، ولم تعبأ بتآمرهم واستقدامهم آلاف المرتزقة من بقاع العالم ، ليمارسوا القتل والإجرام تحت قيادة وهميّة اسمها ( الجيش الحرّ ) ، وهو في الواقع جيش مأمور ، مرتهن لمشروع أجنبي هدفه تدمير سورية ، تعاونه أدوات مأجورة أسمها ( المعارضة ) بذراع إرهابي تكفيري اسمه ( جبهة النصرة ) .
اجتماعات ومؤتمرات ؛ نهيق وبعيق ، تهديد ووعيد ، ولكنّ ذلك كلّه لم ينفعهم في شيء ، فلا بدّ من المواجهة الحاسمة . ولذلك صمّم الجيش العربي السوري على سحقهم وإنهاء الوضع المأساوي / الشاذ في مدينة القصير العصماء ، ليتّجه إلى حلب الشموخ والإباء ، وتخليصها من العملاء المارقين، والمرتزقة الإرهابيين ، وهكذا كان ما كان . فمن عاصفة الأشبال إلى عاصفة الشمال . وها هي بواسل قواتنا المسلّحة يزحفون إلى حلب لتطهيرها من دنس الإرهابيين ، فقد آن الأوان لتوجيه الضربة القاصمة والحاسمة للمسلّحين ، الضالين والمأجورين ، بعدما أمهلوا حرصاً على سلامة المواطنين ، ولكن لن يُهملوا حتى يحقّقوا أهدافهم التآمرية المجرمة . وقد أعطوا الفرصة تلو الأخرى لكي يرعووا ، ولكن بلا جدوى ، بل استمرأوا في إجرامهم وتمادوا في تخريبهم لمدينة غريقة ، بقيت عصيّة على تهديدهم وإرهابهم . فلم تلن عزيمة أبنائها وصمودهم ، وهم يواجهون الظلم والمعاناة بقوّة وتصميم على متابعة الحياة ، بكلّ عنفوان وكبرياء وانتماء وطني .
وها هم أشبال قواتنا وأسودها ، يستجيبون لنبضات قلوب المواطنين في حلب الشهباء ، تلك القلوب التي لن تتوقّف نبضاتها الوطنيّة على الرغم ممّا تعاني من ضغوط الممارسة الإرهابية والتكفيرية ، لأنّها مشبعة بوح الوطنيّة، ولديها مناعة قوية ودائمة ضد قوى الشرّ والعدوان . ومن حقّ هذه القلوب النقيّة / الطاهرة أن تستعيد نبضها الحيوي ، وتعيد دورة الحياة الطبيعيّة كما كانت على مرّ العصور التاريخيّة ، الحافلة بالغطاء والإبداع ، ومواكبة الحضارة الإنسانيّة .
أجل ، سيكون لحلب وأهلها ، في المدينة والريف ، ما يستحقّون من الأمن والأمان ، والاستقرار والحياة العزيزة الكريمة ، وقد بدأت المعركة من الجنوب والشرق وإلى الجهات الأخرى . وكما لاقى الإرهابيون / التكفيريون المرتزقة ، مصيرهم الأسود المحتوم في مدينة القصير وريقها ، سيلاقون في حلب المصير ذاته ، وربّما أقسى منه ، تحت أقدام بواسل الجيش العربي السوري ، حامي الأرض والعرض ، الذي يسجّل أساطير في البطولة والفداء . وعندها سوف لا تنفع هؤلاء الأوغاد ، فتاوى ( القرضاوي ) الجهاديّة والتكفيرية التي أطلقها في الثامن والعشرين من أيار المنصرم ، لقتال الكافرين في سورية إبان تطهير القصير ، ولا من لفّ لفيفه ممّن يسمون أنفسهم جماعة ( علماء المسلمين في لبنان ) الذين أيّدوا فتوى/ القرضاوي/ ودعوا إلى الجهاد في سورية ، أثناء اجتماعهم في الأول من حزيران الجاري .
كما لن يسعفهم نعيق ونهيق رئيس ما يسمّى ( أركان الجيش الحرّ) المنهارة بنجدتهم من عصاباته المجرمة ، ولا تنقذهم استغاثات وولولات رئيس ما يسمّى ( الإتلاف ) التالف من أساسه التي أطلقها إبّان معركة القصير . كما لم تحميهم تصريحات وبيانات جوقة المنافقين من العربان الذين اجتمعوا في مجلس ما بقي من الجامعة العربية ، في مطلع حزيران الجاري ، حتى وإن طلبوا التدخّل الخارجي لأنّه فقد شكله ومضمونه أمام تصميم الجيش على معركة الحسم والانتصار . وهذا ما أكّده الردّ القاسي من وزارة الخارجيّة السورية على هؤلاء المجتمعين ، إذ اعتبر أنّ الجامعة العربية باجتماعاتها وقراراتها لا تعني سورية ، لأن هذه الجامعة نصبت نفسها طرفاً في الأزمة السورية منذ بدايتها ، فكانت كلّ مواقفها وقراراتها معادية لسورية ، وليست طرفاً محايداً موثوقاً به . وبعدما فقدت شرعيتها رسميّاً وشعبيّاً .
أجل ، لقد طهّرت القصير وريفها ، وانتصر الجيش العربي السوري في القضاء على الإرهاب وتدمير منابع إجرامه ؛ وكان يوم السادس من حزيران الحالي يوم الانتصار الكبير على قوى الشرّ والتكفير . واحتفل الشعب السوري بإعادة الأمن والأمان إلى القصير وأهلها ، وسيحتفل شعبنا في حلب بعد القصير ، وبعدها في حماة والرقة ودير الزور ودرعا ، وفي كلّ المناطق السورية التي تُطهّر من رجس المسلّحين والإرهابيين ، ودنس فكرهم التكفيري، بعد تنفيذ عواصف الشمال والشرق والجنوب. حيث يمضي جيشنا الباسل في ملاحقتهم ودكّ معاقلهم أينما وجدوا على أرض الوطن ، لتعود أرض سورية طاهرة وسماؤها صافية ، تتعانقان العلم الوطني الذي يرفرف عالياً بألوانه الزاهية، بشموخ وإباء رمزاً لشموخ سورية وشعبها.
ولا غرابة في ذلك ، ولا مستحيل أمام الجيش العربي السوري المشبع بروع الانتماء والولاء ، المشهود له بالبطولة والبسالة ، وهو يقاتل من أجل الحقّ والعدالة والكرامة ، في مواجهة العصابات المسلّحة المأجورة والمرتزقة، التي لا هوية لها ولا انتماء، ومن واجب الجيش الوطني أن يكافحها ويقضي عليها ، ليحمي الوطن والمواطن من شرورها وإجرامها .. وهكذا يكون النصر والانتصار أبداً للجيش العربي السوري الباسل والشعب السوري ، الأبيّ الصامد ..!