تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأردن وموقعه الجديد .. الاحتراق بالنار لم يعد خياراً

متابعات سياسية
الاثنين23-2-2015
فؤاد الوادي

في الخامس من كانون الأول الماضي أعلن الملك الأردني عبد الله الثاني من الولايات المتحدة الأميركية بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما :

( أن جهود الأردن في إطار التحالف الأميرك ي لمحاربة الإرهاب سترتفع وتيرتها في المرحلة المقبلة وأن الأردن سيلعب دوراً جديداً في مواقع أخرى في القريب العاجل)، وبعدها بأيام دعا الملك الأردني إلى تشكيل تحالف (عربي إسلامي) لمحاربة الإرهاب، ثم كانت عملية اسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد ذلك بأيام قليلة على يد تنظيم داعش الإرهابي بعد إسقاط طائرته التي لم يعرف حتى الان من أسقطها وكيف أسقطت،تلك العملية المنظمة والممنهجة و التي شكك بحيثياتها وظروفها وتوقيتها والد الطيار نفسه - أما لماذا أسقطت فالسبب بات واضحا جدا كي تكون شارة البدء للدور الأردني الجديد مع الإعلان عن إعدام التنظيم المذكور للطيار الأردني حرقا، ليبدأ الأردن بعد ذلك دوره الجديد الذي كُلف به مليكه من قبل الولايات المتحدة التي قررت الانتقال إلى مرحلة جديدة في خارطة حربها على المنطقة لعلها تسترد بعضا مما فقدته وخسرته خلال المرحلة الماضية، يكون الأردن رأس حربتها فيها وخيارها الوحيد و ربما الأخير الذي ستدفع به إلى بقعة اللهيب غير مبالية بحجم الخسائر والأضرار التي ربما تكون كارثية في تداعياتها ليس على الشعب الأردني فحسب بل على المنطقة برمتها.‏

الأردن بدأ دوره القديم الجديد ( الفرق في الدور الأردني ماقبل إحراق الكساسبة لا يختلف كثيرا عما بعده إلا من حيث الشكل والإطار العام حيث انتقل الدور الأردني إلى العلانية والحدية والوقاحة المفرطة بعد أن كان يجري وينفذ هذا الدور بعيدا عن الأضواء خلف الكواليس داخل غرف العمليات المشتركة الأميركية الإسرائيلية الأردنية المشتركة على الحدود الأردنية السورية ) بصخب مفرط وضجيج متخم بالعنتريات البالية التي أصبحت جزءا من الماضي بهدف الحفاظ بالدرجة الأولى على حالة اختطاف الوعي والشارع الأردني التي تمكنه من تنفيذ واستكمال دوره ومهمته على أكمل وجه دون أن يكون هناك أي عوائق أو مفاجآت لا يزال الشارع الأردني يذخر بها وهو الذي يبدو كالنار تحت الرماد، النار التي يحاول النظام الأردني إخمادها أو احتواءها مسبقا عبر المثابرة على اتباع سياسة المراوغة والمناورة تارة وسياسة التباين والتناقض في المواقف والتصريحات تارة أخرى – نستذكر هنا تصريحات الملك الأردني المتناقضة والغامضة خلال زيارته ماقبل الأخيرة إلى واشنطن التي أكد فيها أن الضربات الجوية ضد داعش رغم أهميتها لن تستطيع وحدها أن تهزمه، مناقضاً ذلك بالقول :(لا أريد لأي شخص أن يظن أن أي طرف من التحالف يتحدث عن إرسال قوات برية !!) .‏‏‏

و ربما هذا يشرح ويفسر إلى حد كبير ذلك التسعير الإعلامي الأردني خلال الأيام الماضية عن انجازات ساحقة وخيالية و أسطورية حققها الجيش الأردني خلال أسبوع عبر إعلانه قتل أكثر من سبعة آلاف إرهابي من ( داعش ) و تدمير ما يقارب الـ 20 بالمئة من قدرات التنظيم !! بحسب ماقاله قائد سلاح الجو الأردني منصور الجبور ، فيما لم تستطع دول التحالف بعد نحو 6 أشهر من حربها على التنظيم وبما يقارب الستة آلاف طلعة جوية ان تدمر سوى خمس ما يملكه (داعش) وأن تقتل نحو من مئتي إرهابي فقط!؟.‏‏

إن الدور الأردني المحتمل خلال الأيام القادمة يتمثل حالياً بالزج بالأردن بشكل مباشر الى ساحة الحرب كورقة أخيرة للولايات المتحدة الأميركية تريد استثمارها قبل نفاد الوقت الذي يسير في عكس مصالحها وحصول ما تتوقعه من انقلاب في موازيين القوى سواء في الميدان السوري أو في الميدان الدولي عموماً..لكن السؤال الذي يدفع برأسه ، هل الأردن قادر على تحمل فاتورة هذا الدور الجديد ؟، ماهو مؤكد أن الجواب سيكون لا وذلك لعدة أسباب أهمها وأبرزها صلابة ومتانة الجيش السوري وتعقيدات الجبهة السورية التي سيغرق فيها الأردن .‏‏‏

لقد حذرت سورية وقد بدأ جيشها البطل معركته في الجنوب لإحباط المخطط الأردني الأميركي - الإسرائيلي على حدودها الجنوبية ، حذرت مراراً وتكراراً ومن باب الحرص على الشعب الأردني الشقيق من الأدوار المريبة والخطيرة التي يضطلع بها النظام الأردني خدمة لإسرائيل وأميركا والتي قد تجر الأردن والمنطقة برمتها إلى الجحيم الذي ستصطلي بنيرانه كل الأطراف المشاركة في الحرب على سورية وفي مقدمتها الأردن ، لكن النظام الأردني لايزال يكابر ويرفض التعاون مع الدولة السورية رغم علمه ومعرفته الوافية والأكيدة بأنه يرقد على جمر مشتعل، وبأنه لن يكون في نهاية المطاف خاصة عندما تدرك الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما باتوا على حافة الانهيار إلا وقوداً لتلك النيران التي ستبتلعه مع أول جنون لها ، وهو بذلك يقدم نفسه كأضحية رخيصة تنظرها وتبحث عنها الولايات المتحدة وإسرائيل منذ عقود لتحقيق هدفها المنشود في إيجاد الوطن البديل للشعب الفلسطيني.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية