لقد نال منه الموت جسداً، ولكنه يبقى عاجزاً عندما يطول المبدعين لأن فعل الخلود سيكون عنوان ما سطّروا من إبداعات يصعب على الزمن النيل منها لأنها تبقى راسخة في عقول وقلوب كلّ منّا، وشكّلت ذاكرة دخلت إلى عمق وجدان الناس، إنها تلك الذاكرة الجمعية التي أسس عليها المبدع الراحل أعماله لتبقى بصمته واضحة وحضوره راسخاً.
المخرج الراحل من مواليد حماة 1950، حصل على ماجستير في الإخراج السينمائي 1976 (الاتحاد السوفييتي ـ أوكرانيا ـ كييف) ، له في السينما أربعة أفلام روائية طويلة وفيلمان روائيان قصيران وخمسة عشر فيلماً تسجيلياً، وعبّر من خلال أفلامه عن القضايا الوطنية والقومية، يقول في أحد لقاءاته التي سبق ونشرت في جريدة الثورة: (قدمت عام 1974 أول فيلم تسجيلي في حياتي تحت عنوان «صهيونية عادية» وأخرجته في مدينة كييف عندما كنت طالباً في معهد السينما هناك، ويُعتبر الفيلم محاولة لكشف جوهر الفكر الصهيوني.. أظهرت ما الذي صنعوه في فلسطين عبر التاريخ منذ أوائل القرن العشرين وصولاً إلى عام 1973) .
أفلامه الروائية الطويلة : (المؤامرة مستمرة) 1986 ، (الطحالب) 1991 ، (الترحال) 1997 ، (حسيبة) 2008 ، وفيلم روائي متوسط الطول (أطويل طريقنا أم يطول) 2014 .
ونال عن أفلامه العديد من الجوائز ، منها : الجائزة الذهبية في مهرجان (مولدست) عن فيلم (صهيونية عادية) 1974 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الشاهد) في مهرجان دمشق السينمائي الخامس 1987 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الطحالب) في مهرجان دمشق السينمائي السابع 1991 ، جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم (الطحالب) في مهرجان الفيلم العربي في باريس 1992 ، شهادة تقدير لفيلم (الطحالب) في مهرجان بيونغ يانغ في كوريا الشمالية 1992 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الترحال) في مهرجان دمشق السينمائي العاشر 1997 ، الجائزة الفضية عن فيلم (الترحال) مهرجان بيونغ يانغ في كوريا الشمالية 1999 ، جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم (الترحال) في مهرجان الاسكندرية 1999 .
كما كتب للتلفزيون مجموعة من المسلسلات: (قلوب خضراء) 1996 ، (أم هاشم) 2002 ، (زواريب مدينة منسية) 2005 ، وأخرج مسرحية عن رواية (الحرب في بر مصر) للكاتب يوسف القعيد 1983 ، أعد للإذاعة عشرات التمثيليات عن نصوص أجنبية، وعمل في ميدان الإعلام والصحافة والترجمة.
سيبقى ما تركه الراحل من أعمال قصة تشهد على حياة كاملة عاشها بألمها وفرحها، ويبقى له مكان في القلب والذاكرة من الصعب أن يناله الصدأ يوماً.. ليكن ذكره مؤبداً.