ولسنا في دولنا العربية نخرج عن هذه القاعدة الثمينة، كما خصصت الأمم المتحدة يوما للغة العربية واعتبرتها سادس لغة معترف بها ضمن نشاطاتها، كما تبنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» أيضا يوما للغة العربية يحتفى به في المحافل وعلى رؤوس المنابر الثقافية تقديرا منها لدور اللغة في صون الهوية وأنها تمثل لغة الآباء والأجداد والحضارة والتاريخ.
ولكن هل حقا استطعنا أن نضع لغتنا في مكانتها التي تليق بها، وهل أثمرت تلك الجهود بيانا فصيحا في لغة أبنائنا في مدارسهم وجامعاتهم وفي تداولاتهم اليومية؟
وهنا لايمكن أن نجحد بالجهود الكبيرة التي تبذل من قبل المعنيين بشؤون اللغة، ولكن هذه الجهود في أغلبها تبقى حبيسة تلك المنابر تتأطر في دائرة ضيقة يتداولها المعنيون ويستمع إليهم قلة في الندوات والأمسيات الثقافية.
ترى هل تناهى إلى سمع طلاب المدارس معنى أن يكون للغة العربية يوم، وهل خصصت حصة لتداول هذه اللغة بقواعدها السليمة، وهل احتفت مدارسنا في ظل غياب اللغة الصحيحة عن لسان أبنائها وتضاؤل اعتزازهم بهذه المناسبة المهمة؟
ولايختلف اثنان أن المسؤولية كبيرة وتقع على عاتق الجميع للنهوض بالعربية وحمايتها من التشوهات التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت من أبجديات الشباب في لغة الحوار والكتابة، وتفعيل دور الإذاعة المدرسية للحديث عن أهمية العربية ودورها في الانتماء والوعي، وليست حصة الخط بأقل أهمية، ولاشك ندرك جميعا أن لغتنا هي الأقدر على احتواء ومواكبة التطور في المجالات كافة وليس أصدق من قول حافظ ابراهيم على لسانها:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟