وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن «صفقة القرن» ضاعفت ارهاب المستوطنين عبر ميليشياتهم ومنظماتهم الارهابية، وفتحت شهيتهم لابتلاع وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية.
وأدانت الوزارة في بيان لها الاعتداءات الاستيطانية المتواصلة في مختلف المناطق الفلسطينية، وحملت حكومة الاحتلال وادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المسؤولية المباشرة والكاملة عن نتائج وتداعيات هجمات المستوطنين الارهابية ضد المواطنين الفلسطينيين وارضهم وممتلكاتهم.
وأضافت الخارجية الفلسطينية أنها تنظر بخطورة بالغة لحملات المستوطنين الهادفة للسيطرة على منطقة جنوب غرب نابلس واقامة تجمع استيطاني ضخم فيها، يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، بما يخلفه وينشره من خراب ودمار لأراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين، وذلك كله بحماية قوات الاحتلال وبدعم واشراف اميركا، وهذه المرة تحت ستار ما تسمى «صفقة القرن».
كما اعتبرت الوزارة هذا التصعيد الاستيطاني التوسعي تحدياً سافراً ومكشوفاً للشرعية الدولية وقراراتها، مطالبة المجتمع الدولي بالدفاع عما تبقى من مصداقية له، وسرعة التحرك للجم الاحتلال الاسرائيلي والضغط عليه لوقف تنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية، كما دعت الجنائية الدولية الى الاسراع في فتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال ومستوطنيه، وفي مقدمتها الاستيطان وارهاب المستوطنين بصفتهما جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية.
ميدانيا أُصيب 63 فلسطينيا بجراح متفاوتة خلال مواجهات اندلعت شمالي الضفة الغربية مع قوة تابعة لجيش الاحتلال، حيث تعّرض شبان فلسطينيون لإصابات بالرصاص الحي والمطاطي، كما شملت الإصابات حالات اختناق.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوة عسكرية صهيونية داهمت جبل العرمة قرب بلدة بيتا بمحافظة نابلس، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق عشرات المواطنين الذين تصدوا لاقتحام مجموعة من المستوطنين كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين في مناطق متفرقة في الضفة.
جاء ذلك بالتوازي مع مواصلة قوات الاحتلال انتهاكها للقوانين والمواثيق الدولية من خلال قيامها بالاعتداء على المؤسسات التعليمية الفلسطينية، حيث ذكرت وكالة وفا الفلسطينية ان عددا من الطلبة الفلسطينيين اصيبوا أمس جراء اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي عليهم في الجامعة بمدينة جنين في الضفة الغربية.
واشارت الوكالة الى أن قوات الاحتلال المتمركزة في محيط الجامعة أطلقت قنابل الغاز السام الى داخل الحرم الجامعي ما أدى الى اصابة عدد من الطلبة بحالات اختناق.
على صعيد مواز قمعت قوات الاحتلال امس وقفة احتجاجية رفضًا لمحاولات المستوطنين الاستيلاء على مساحات من أراضي بلدة قصرة بنابلس.
وأفادت مصادر فلسطينية أن أعدادًا كبيرة من قوات الاحتلال تمركزت في الشارع الرئيس أثناء الوقفة التي نظمها العشرات من أهالي قصرة والقرى المجاورة، احتجاجا على أعمال التجريف التي نفذها المستوطنون أمس بمنطقة «النجمة» الواقعة بين قصرة وعقربا ورفعت في الوقفة الأعلام الفلسطينية وردد المشاركون شعارات منددة بالاستيطان ومؤكدة على التمسك بالأرض.
وأوضحت المصادر أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز والرصاص المعدني لتفريق المشاركين.
الى ذلك اعتدى مستوطن مسلح على طفل أثناء لعبه في حي السهلة بالبلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وذكرت مصادر فلسطينية أن المستوطن صوب سلاحه في وجه الطفل أحمد القاعود وشتمه بألفاظ نابية وهدده بالقتل على مرأى ومسمع جنود الاحتلال المتمركزين على ما يسمى حاجز «الاستراحة» العسكري القريب من الحرم الابراهيمي.
على صعيد متصل جدد عشرات المستوطنين أمس اقتحام المسجد الاقصى بحماية قوات الاحتلال.
وذكرت وكالة وفا أن 226 مستوطنا اقتحموا الاقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وينفذ المستوطنون الصهاينة يوميا اقتحامات استفزازية للمسجد الاقصى بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.