تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تعددت معانيها... والهم واحد...هل لا يزال الشباب يؤمن بالشهادة الجامعية?

شباب
الاربعاء 24/10/2007
سونيا سفر

لا يختلف اثنان على حقيقة سعي الشباب نحو نيل شهادة جامعية يقف خلفها حلم ما, يتجاوز كونها شهادة جامعية لمحصل علمي, نحو اعتبارها جسراً لتحقيق غايات مختلفة,

تتباين في درجة أهميتها, بين من يرى فيها مستقبله وآخر يسعى وراءها فقط كونها شرطاً لابد منه في عالم يكاد يرفض من لا يمتلك جيل الشباب شهادة جامعية, وثالث ينظر إليها بوصفها (برستيج) بعد أن فقد الأمل في أن تكون غير ذلك.‏

(ديالا) واحدة ممن أعطوا الشهادة الجامعية أهميتها, فهي ترى أن من لا يمتلك شهادة جامعية في أيامنا هذه يعتبر جاهلاً, وأول سؤال قد يسال عنه الشباب هو(ماذا درست)..?.‏

( هدى ) كانت نظرتها للشهادة أعمق من نظرة (ديالا) , فهي تراها ضمانة للحياة حين تكشر عن أنيابها في وجه صاحبها, ولا يبقى له إلا الشهادة الجامعية عاملاً مساعداً له في حياته, ثم أن في الدراسة الجامعية ثقافة عامة.‏

وفق الرؤية ذاتها يحدثنا (ياسر) الذي يرى أن المهنة الحرة قد لا تجد لها مكاناً في أي لحظة, وقد يفقدها المرء بسهولة بفقدان الظروف التي هيأت لها, أما الشهادة الجامعية فتبقى الأمان في أي وقت .‏

بالتأكيد لن تكون نظرة الشباب للشهادة هذه مطلقة, فكل طالب جامعي يدخل الفرع الذي يشعر من خلاله بأنه قد يحقق من خلاله شيئاً, ولكل فرع جامعي مزايا تدفع راغبها بالدخول إلى الجامعة إلا أن هذه الأحلام قد تتغير أو تتلاشى تحت أي ظرف يواجهه الجامعيون ومع ذلك تبقى أهمية الشهادة, فوق أي واقع قد يواجهه صاحبها حتى عند هؤلاء... هكذا نظر على الأقل ( معن) بقوله: (لا غنى عن الشهادة الجامعية أقول هذا مع أنني أدرس في كلية الحقوق ولا أضمن أن أعمل في مجال دراستي في وقت أصبح المحامون يملؤون البلد... صحيح أن مهارة المحامي قد تفرض وجوده في عالم المهنة, إلا أن واقع فرص العمل الذي نواجهه يبقى حكمه أقوى وأعنف من أي كفاءة أو مهارة ).‏

الشاب سمير أيضاً (كلية اقتصاد)أعطى الشهادة أهميتها الكبيرة رغم عدم إيمانه بأنها قد تؤمن له مستقبلاً جيداً خاصة انه عمل سائق تاكسي لعدم إيجاده فرصة عمل في مجال الاقتصاد.‏

الأمر ذاته يواجهه(محمد)أدب انكليزي(الذي مل من البحث عن عمل ولم يجد فرصة مناسبة ..هو حدثنا عن ما واجهه أثناء بحثه عن عمل, حيث كان أعلى راتب يعرض عليه لا يتجاوز 7000ل س في حين أن عمله الجديد وهو ) نادل في مطعم ( يرفع دخله الشهري مع البقشيش الى أكثر من 15000ل س ومع ذلك يقول (محمد) على الأقل أنا لست جاهلا.‏

بعد أن درست (ساره) الصحافة وعملت في محل لبيع الألبسة فقدت الشهادة قيمتها بالنسبة لها وما عادت تعني لها أكثر من قطعة ورق لا تفيد في شيء أضافت(ساره)مؤكدة على كلامها عمل أيا كان ولا شهادة لا تطعم الخبز.‏

وخلافاً لذلك الشهادة بالنسبة لروعة (طالبة صيدلة ) كانت كل شيء,و تعتبر روعة أن من لا يحمل شهادة جامعية لا يضمن لنفسه أن يتخطى أي مصاعب قد يصطدم بها في حياته العملية فهي ترفع من قيمة صاحبها وتمده بالثقافة والعلم ليضمن لنفسه فرصة عمل محترمة ,في أسوا الأحوال.‏

روعة تنتظر تخرجها في فارغ الصبر لتقتحم عالم الصيدلة خاصة أن الصيدلية جاهزة ولن تواجه أي صعوبات تذكر‏

الواقع عند تغريد (صيدلانية) أختلف تماما عن روعة فهي تجد الأمر غاية في الصعوبة فالأحوال أيضا تختلف خاصة أنها تبحث عن فرصة عمل لم تجدها, تقول سارة: (ما فائدة الشهادة وتعب السنوات في الدراسة إذا كنا لا نحصل على فرصة عمل ,فها أنا وشهادتي دخلنا المستقبل من باب البرستيج فقط لا من باب مستقبل يؤمن لنا اقل متطلبات الحياة).‏

تعددت نظرة الشباب فيما يعنيه مستقبل الشهادة الجامعية لهم و ما تعنيه هذه الشهادة في ظل ظروف فرص العمل القليلة وندرة فرص العمل التي تؤمن حياة جيدة.. ولكن الجميع اتفق على أن الظروف التي تحيط بالجامعيين بعد التخرج هي الحكم على ما تعنيه الشهادة لهم وما إذا كانت دراستهم هذه بوابة للمستقبل الذي يطمحون إليه أم مجرد ورقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية