سيكون لها دون أدنى شك عواقب كارثية على الصعيدين العسكري والاقتصادي وغيرها وسيكون لها تأثير مباشر بالمرتبة الأولى على البلدان العربية المجاورة.
وبالطبع من الصعب التنبؤ بسيناريو العمليات الأمريكية المحتملة ضد إيران ولكن وفي جميع الاحتمالات سيتعرض الاستقرار والأمن في المنطقة إلى تقويض شديد وخطير
وإذا ما أصبحت هدفا للعدوان الأمريكي فإنها لن تقف مكتوفة اليدين وقد توجه ضربات بالمقابل إلى القوات والقواعد والمعدات الأمريكية المتمركزة في المنطقة. وهذا يعني في مضمونه توريط هذه البلدان العربية في المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران خلافا لإرادتها وخططها وفي حال اشتعال الحرب بين الطرفين الأمريكي والإيراني سيتأثر الوضع في العراق أكثر من غيره خاصة بعد قرار الكونغرس بتقسيم العراق داخليا على أساس ديني وقومي,فالراديكاليون سيقفون إلى جانب إيران في ردها على العدوان الأمريكي المحتمل وسيقف الوسط العراقي المناهض أصلا للاحتلال الأمريكي موقفا أكثر حزما ضد الاحتلال الأمريكي وربما ستفقد الولايات المتحدة سيطرتها على أكثر من 90% من النفط العراقي,وستحاول الولايات المتحدة وبعض القوى الموالية لها افتعال فتنة بين العراقيين وتصعيد الخلافات بينهم هذه الخلافات التي لم يكن لها وجود أصلا قبل الاجتياح الأمريكي للعراق,وإذا ما وجد هذا السيناريو السيئ طريقه إلى النجاح فإنه قد يمتد صداه إلى جميع أنحاء العالم العربي وسيكون له انعكاس سلبي جدا على لبنان خاصة .
كما أن العواقب الاقتصادية للمخططات الأمريكية المعادية لإيران ستكون خطيرة جدا,ويدور الحديث حول الوضع في مضيق هرمز الذي تمر عبره سنويا الآلاف من الناقلات التي تحمل النفط المستخرج سواء من إيران أو من البلدان العربية المجاورة.
وستثير أية محاولة لقطع هذا الطريق أو حتى التلميح بذلك صدمة في سوق النفط العالمية ما سيؤدي إلى طفرة في أسعار (الذهب الأسود) وكذلك نفقات ناقليه على التأمين,ولاسيما أن سعر برميل النفط وصل اليوم إلى نحو تجاوز فيه 90 دولارا وقد يصل إلى 100 دولار . ومن المستبعد أن يكون هذا التطور للأحداث في مصلحة منتجي النفط الخام العرب,إذ سيكون من المتعذر عليهم الاستفادة بصورة تامة من ارتفاع الأسعار,نظرا لمخاطر نقله بل وحتى وقف تصديره سواء كان فعليا أو وهميا في ظل التهويل الذي تقوم به وسائل الإعلام الدولية في مثل ظروف كظروف الحرب.
وأغلب الظن ستكسب مبالغ هائلة بصورة أساسية البلدان المنتجة للنفط في أقسام الكوكب الأخرى التي ستزيد من استخراج النفط وسترفع سعره بفضل الضجيج الإعلامي وبسبب قرقعة السلاح في الشرق الأوسط.
وإن سلسلة الاضطرابات المتعاقبة في المنطقة ستمس حتما قطاعات وميادين أخرى وبالتحديد قطاعي النقل الجوي والسياحة.
وبما أنه يعمل في قطاع السياحة في مصر والإمارات العربية والأردن وبلدان عربية أخرى مئات الآلاف من المواطنين فستهدد مصالحهم وأعمالهم بخسائر فادحة.
وربما من المفيد التذكير بالانحسار الكبير لسيل السياح إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أوروبا وأمريكا إثر هجمات 11 أيلول عام ,2001حيث تقلص عدد الرحلات الجوية إليها واحتاجت البلدان العربية المتضررة إلى سنوات من الجهود الكبيرة والمضنية بغية استعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق.
ومن الممكن التنبؤ برد فعل المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب ويدل التاريخ على أنه عندما (تشم رائحة البارود) في منطقة ما,يبدأ البيزنس الأجنبي كقاعدة بوقف نشاطاته وسحب رؤوس أمواله وهذا يتعلق بالمنطقة العربية بطبيعة الحال.
وإذا ما نفذت الولايات المتحدة تهديداتها ضد إيران فإن هذا سيؤجج مشاعر الكراهية لأمريكا أكثر مما هو عليه الآن مما يحرض على اجراءات من الصعب التكهن بعواقبها. صحيح أن العرب سيتضررون ولكن سيولد مجال للقوة الموحدة لمواجهة العدو الأمريكي وولادة موجات من المجابهة الواسعة في الأوساط السياسية والدينية وغيرها في مجتمعات بلدان المنطقة العربية والإسلامية.
و بالتالي فالنصر بتحقيق الأهداف من خلال مثل هذا العمل العدواني سيكون مشكوكا فيه.