الدكتور يوسف غانم معاون مدير الصحة في طرطرس أكد أن المديرية تقوم بإجراءات عديدة لمكافحة هذا الوباء من خلال إدخال برنامج مكافحة اللايشمانيا لجميع المراكز الصحية والنقط الطبية في المحافظة والتي بلغ عددها حتى الآن 109 مراكز 35 نقط طبية (بعض المراكز تتم فيها المعالجة, والبعض الآخر للتشخيص فقط) وأيضاً تسمية عنصر مسؤول عن متابعة اللايشمانيا في منطقة عمل المركز أو النقطة, وإجراء المسح الميداني لإصابات هذا المرض كل ثلاثة أشهر في القرى والمزارع والأحياء السكنية وبيان الإصابات المشتبهة وإحالتها للتشخيص المخبري والمعالجة وتكليف المركز الصحي أو النقطة بمتابعة الإصابات حتى الشفاء التام, وزيارة المدارس والكشف الفعال على التلاميذ في القرى الموبوءة وأخذ شريحة من الآفة للتشخيص المخبري والمعالجة الفورية بغرض التخفيف من دور المستودع في نقل العدوى بغياب العامل الناقل في أيام الشتاء, وكذلك تنفيذ الدورات التدريبية بإشراف وزارة الصحة, ومكافحة العامل الناقل (الذباب الرملي) حيث تقوم مديرية الصحة برش القرى والمزارع على امتداد المحافظة وعلى دورتين في أكثر من مئة قرية ومزرعة.
وعن عدد الإصابات باللايشمانيا في محافظة طرطوس وبنسبة هذا العدد إلى مجموع السكان أوضح الدكتور غانم أن عدد المصابين كان في نهاية العام الماضي 1031 مصاباً وقد انخفض العدد إلى 383 مصاباً حتى نهاية شهر أيار من هذا العام وهو في انخفاض مستمر فقد كان عدد المصابين في نهاية العام 2003 (5256) مصاباً, وبالتالي نستطيع القول إن معدل الإصابة انخفض إلى الخمس تقريباً نهاية العام الماضي.
كما يعني أن معدل انتشار اللايشمانيا بين سكان المحافظة قد انخفض من 7,33 بالألف عام 2003م إلى 1,5بالألف نهاية عام 2006 .
وتوضح الخريطة التي تمثل توزع الإصابات العالية باللايشمانيا (فوق العشر إصابات) في القرى والمناطق, انتشار اللايشمانيا في منطقتي الشيخ بدر وبانياس أكثر من بقية المناطق, خاصة في القرى القريبة من مركز المنطقة فيما تظهر انتشاراً محدوداً للوباء في منطقتي الدريكيش وصافيتا.
وقد كان هناك 626 قرية مصابة عام 2003 من بين حوالى 800 قرية ومزرعة منتشرة على امتداد المحافظة وقد ا نخفض العدد إلى 370 قرية نهاية العام 2006 والعدد في انخفاض مستمر بحسب مديرية الصحة.
وعن أهم ماتعانيه مديرية الصحة في طرطوس في هذا المجال قال الدكتور غانم: إننا نعاني من عدة أمور من بينها عدم قبول الأهالي لعمليات الرش في كثير من القرى ولابد من تعاون البلديات والجهاز الحزبي والمنظمات والمواطن أيضاً.
كما نعاني من عدم توفر عمال الرش المناسبين بسبب ضعف الأجور اليومية وهذا يدعو للتعاقد مع عمال أقل كفاءة أوالاستعانة بطلاب المرحلة الثانوية.
كما نحتاج إلى سيارات من أجل المتابعة الميدانية, ونحن نعمل على زيادة التوعية والتثقيف الصحي للجمهور وتصميم منشورات مناسبة بالتعاون مع شعبة التثقيف الصحي في دائرة الرعاية الصحية الأولية وتوزيعها في القرى والمدارس الموبوءة وتنفيذ محاضرات يومية ضمن المراكز الصحية.
وعن الإرشادات التي يجب اتباعها للوقاية من هذا الوباء قال الدكتور يوسف غانم: يجب تغطية الآفة ( الإصابة) ليلاً ونهاراً, ووضع الشباك (المناخل الدقيقة أقل من 1مم) على النوافذ والأبواب والنوم تحت ناموسيات دقيقة الثقوب في فترات الربيع والصيف والخريف وتجنب النوم في العراء وهذا دور الأسرة والمجتمع بأسره.
وختم الدكتور غانم: لايمكننا أن نقضي على اللايشمانيا إلا إذ ا كانت البيئة نظيفة, وأحمل البلديات معظم المسؤولية حيث إن معظم القرى التي وجدت فيها إصابات كثيرة يوجد فيها بلديات.
وبصراحة البلديات غير مهتمة بمتابعة النظافة, ومديرية الصحة وحدها لا تستطيع القضاء على هذا الوباء كما أن المواطن له الدور الأساسي في الوقاية من اللايشمانيا.
ولابد من تشكيل لجنة نظافة في كل قرية أو حي وتطبيق القانون رقم 49 المتعلق بالنظافة, وأنصح كل مواطن تظهر على جسمه آفة مضى عليها أكثر من عشرين يوماً التوجه إلى أقرب مركز صحي للتشخيص والمعالجة.