|
أهل الإدام.. اقتصاد الأسرة هذه المرة - وكما ترون - يكتب بطريقته , وخصوصيته الحلوة, غير أنني ومع الأسف أعارضه الرأي , ولو أنني أحترم رأيه كثيراً بدليل أنني أضع ما كتبه فوق رأسي. فلا أدري من أين أتى مرشد بهذه المعلومات الشنيعة, والبعيدة عن الواقع وعن الوقائع, والتي تقول بأن 90 % من الأسر السورية ليس لها دخل ممتاز..? هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فأنا لست واعظاً هنا للأسر السورية, بل أعتبر نفسي شريكاً لها في الرأي وفي السعادة والارتياح, والبهجة والانشراح, فإن كان ثمة موعظة أو نصيحة , فالأولى أن أنصح نفسي أولاً. كان يمكن لرأي الزميل مرشد أن يكون صحيحاً, وأن أتقبله فعلاً, لو أنه قاله قبل أن يحل شهر رمضان المبارك الذي انقضى , ولكن بعد أن حل الشهر الفضيل, تولدت عندي معارف جديدة, وأدركت حقاً أن الأسرة السورية بألف خير , وما نقوله بالسياق العام من صعوبة المعيشة وغلاء الاسعار وقلة الدخل ليس اكثر من كلامٍ وكلام.. شديد الاقتراب من الوهم , وبعيد جداً عن مكامن الحقيقة والواقع, التي تقول عكس ذلك تماماً. يا مرشد.. أنت وأمثالك... مع احترامي لكم لم تكتشفوا بعد ليالي رمضان المبارك , كيف تقدم الدليل القاطع على الارتياح الشديد الذي تعيشه الأسرة السورية. هل ذهبت في ليلةٍ رمضانية لتناول السحور في أحد مطاعم الشيراتون.. أو خيمته الرمضانية?.. أو مطاعم المريديان أو الفور سيزنز. أو مطاعم الشام أو الكارلتون..? .. وماذا سأعد لك لأعد من هذه المطاعم الشعبية التي كانت تستقبل يومياً آلاف الصائمين على وجبة السحور, وكذلك آلاف المفطرين الذين يتضامنون معهم?! اسكت يا مرشد.. طقوس لا أجمل ولا أروع, والأمر ليس مجرد سحور عابر.. إنه معرض أزياء.. تشتهي أنت -تحديداً- بقلبك المرهف أن تشهده وتشارك فيه, ومعرض مجوهرات أيضاً.. عقود وأقراط وخلاخيل وأساور تسرق الأبصار.. ومعرض مأكولات أيضاً وأيضاً.. فيه ما لذ وطاب.. ومما تعرفه ولا تعرفه.. وحلبيتك هنا لن تسعفك بمعرفة عشرات أصناف المأكولات التى كانت منشورة على أرائك (البوفيهات المفتوحة) .. من هنا .. تأكدت أن الأسرة السورية بألف خير, وما عليك سوى أن تتواضع قليلاً, وتدع مفركة البطاطا وأكلها إداماً, ولو يوماً واحداً وكان عليك ان تتنازل بالذهاب الى أحد تلك المواقع سحوراً, لترى كم نحن مخطئين ولترى كيف تشبع هذه الأسر الكادحة المؤمنة, ومن أفضال الله يبقى على الموائد ما يطعم مدينة. صحيح أن هناك بعض الأطفال المشاكسين والجهلةالذين كانوا ينتظرون خروج مواكب أهل السحور ليفسدوا عليهم فرحتهم.. فهذا يتسول وذلك يبيع كتيباً صغيراً مطبوع فيه آيات قرآنية.. وثالث يبيع علكة.. ورابع وخامس وعاشر وعشرين.. فهل هذا وقته..? على كل حال .. أهل السحور - وإن انزعجوا قليلاً-فقد كانوا يعيشون انهم على موعد مع السرور في اليوم ali.gdeed@gmail.com">التالي. ali.gdeed@gmail.com
|