وأم المجد والعلا والفداء
ألا يا قاسيون أطل منك
رجالٌ ينظرون إلى الفضاء
فها في الساح يوسف مع صلاح
فكانوا في الوغى رمز العطاء
وصالح مع هنانو وكل نسر
من الأبطال خير الأوفياء
أرادوا الذود عن أرض ودار
ليبعدوا كل أنواع العداء
دمشق أراها منك كحقل وردٍ
نجوم الليل تسبح في السماء
مناظر يشتهيها الكل دوماً
جنان الله في أحلى بهاء
وأبنية تعانق عاشقيها
مآذن تعلو في أبهى بناء
أوابد كالقلاع عرين أسدٍ
تحلّت بالسناء وبالضياء
* * *
أيا شام العروبة أنت رفدٌ
لبحر الأرض من خير ٍ وماءِ
أتى الإرهاب يعوي مثل ذئبٍ
لينهش بالصباح وبالمساءِ
غرابٌ قد أتى من وكر خلدٍ
وعكّر صفوك في جلب داءِ
أتاك من بلاد الغرب ذئبٌ
ليغدر في بلاد الأصفياءِ
أعانوه رجالٌ من بلادي
وأعطوه العباءة والغطاءِ
هم الأذناب للباغي بلؤم
أعانوه على كثر العواءِ
أرادوا الشر مع باغٍ لعين
خلوا من كل ألوان الحياء
إليكم يا بني قومي مقالي
بلادكم بلاد الأنبياء
فقوموا دافعوا عنها جميعاً
شباباً مع شيوخ مع نساء
وقوموا واسهروا واغنوا الليالي
واحموا السور دفعاً للبلاءِ
ألا فلتسحقوا كل الأعادي
أعيدوا للربى كلَّ السناءِ
ألا قم يا أخي نادي وحييّ
على الحب العظيم على الولاء
لقائد شعبنا الأسد المفدَى
له منّا التحية والثناء
فلا عيشٌ ولا خيرٌ ومجدٌ
فلا نصرٌ أتى دون العناء
وجاهد في سبيل الله حقاً
وقاتل حتى تحقيق الجلاء
فقم وادفع شرور الغدر عنّا
وعش بالعزّ ثم الكبرياء
ليبق البيت يؤوينا جمعياً
ولا يبقى فقير في العراء