والإجراءات المتزايدة التي تقرها الإدارة الأميركية لتقييد حرية الأميركيين وتحركاتهم أثبتت أن الأميركيين يعيشون في وهم لطالما تغنوا به أن الولايات المتحدة بلد الحرية واحترام الإنسان.
وفي هذا السياق قال موقع «فيترانز توداي» الأميركي انه مع انتشار عمليات التجسس الداخلية ومراقبة الاتصالات الهاتفية وأنشطة الانترنت في الولايات المتحدة «لا يجب ان يشعر الأميركيون بالمفاجأة والاستغراب عندما يكتشفون يوما من الأيام وجود مئات من المخبرين في منازلهم ومكاتبهم وفي الأسواق والمراكز التجارية في وقت تحولت فيه الحرب على الإرهاب الى معركة ضد الأميركيين أنفسهم».
وأوضح الموقع ان كلمة «بريسم» هي الكلمة السرية لعمليات المراقبة الأوسع نطاقا التي يعود تاريخها الى أكثر من ست سنوات في الولايات المتحدة ابتداء من التنصت على البريد الالكتروني والوثائق وأشرطة الفيديو الى التجسس على المكالمات الهاتفية ومراقبة الحسابات الالكترونية الخاصة عن طريق شركات كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك وكل ذلك جزء من قانون «باتريوت» الذي وضع قيد التنفيذ عام 2001 ويمنح الهيئات التنفيذية الأميركية صلاحيات هائلة في مجالات مراقبة وتفتيش المشتبه فيهم.
وقال الموقع ان الأمر المهم « الذي لا تجري مناقشته في وسائل الإعلام الأميركية هو مدى التورط الإسرائيلي في الموضوع والدور الفعال للموساد والشركات الاسرائيلية في برنامج المراقبة هذا» مشيرا الى مقال نشرته مجلة «وايرد» الأميركية المختصة بالمجال الالكتروني عام 2012 أكدت فيه « ان شركتين إسرائيليتين هما فيرينت و ناروس تشاركان في برنامج المراقبة الأميركي ولهما علاقات وثيقة مع الجهات الأمنية الإسرائيلية.
كما أثيرت مسألة تورط المجتمعات الاستخباراتية خارج الولايات المتحدة في هذا البرنامج حيث كشفت صحيفة الغارديان البريطانية ان أجهزة بريطانية بينها هيئة الاتصالات الحكومية ووكالة الاستخبارات جمعت بشكل سري معلومات استخباراتية من اكبر شركات الانترنت العالمية من خلال «بريسم» الأميركي للمراقبة والتجسس.
وأكد موظف سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يعمل كمتعاقد في وكالة الأمن القومي الأميركي انه هو المصدر الذي سرب تفاصيل برنامج التجسس الأميركي السري وانه فعل ذلك لأنه شعر ان الولايات المتحدة تبني آلة تجسس سرية بحيث لا يمكن محاسبتها على تجسسها على جميع الأميركيين.
كما دعا مشرعون أميركيون أمس الأول الى إعادة النظر في مراقبة الحكومة الأميركية للاتصالات الهاتفية وأنشطة الانترنت والآثار المترتبة عن برامج التجسس الأميركية.
الى ذلك قال المحلل السياسي الأميركي «رالف شونمان» ان الولايات المتحدة في طريقها لتصبح دولة فاشية لأنها لا تزال تمارس و تصعد من سياسة الاعتداء خارج أراضيها والقمع في الداخل.