فمن السرقة الى العصابات المنظمة إلى الانتشار العشوائي للسلاح والمسلحين، حتى باتت السلطات الليبية تقف عاجزة عن ضبط الوضع في ظل الانفلات الأمني. وهذا ما دفع المؤتمر الوطني الليبي لإعطاء الحكومة مهلة أسبوعين للتدخل من أجل حل الميليشيات المسلحة بطرق غير شرعية والتي قامت بتهديد السلطة بمختلف أنواعها .
هذا ما أكده الرئيس المؤقت للمؤتمر الوطني الليبي جمعة اعتيقة الذي أضاف أن على الحكومة المؤقتة استخدام القوة اللازمة وكحد أقصى للتنفيذ نهاية العام الجاري.
وكلف البرلمان النيابة العامة بالتحقيق في أحداث بنغازي الأخيرة التي خلفت 31 قتيلا على الأقل وأدت إلى إصابة ما يزيد على 127 بجروح، والكشف عن ملابساتها والمتسببين فيها وتقديم كل الضباط والعسكريين المسؤولين عن مخالفة الأوامر للتحقيق العاجل, وأضاف الرئيس المؤقت للمؤتمر الوطني الليبي انه على خلفية أحداث بنغازي المؤسفة تم قبول استقالة رئيس أركان الجيش اللواء يوسف المنقوش وعين معاونه اللواء سالم قنيدى مؤقتا كرئيس لأركان الجيش لحين اختيار بديله . وكان المنقوش تقدم باستقالته من منصبه في جلسة المؤتمر المسائية ليقبلها المؤتمر بعد أن كان على وشك إقالته وسحب الثقة منه على خلفية أحداث بنغازى.
وفي شأن سياسي آخر أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الاشتباكات المسلحة التي وقعت في ليبيا تثير قلقها، وأنها تدعو كافة الأطراف الليبية إلى ضبط النفس.
مشيرة إلى أن حالة عدم الاستقرار على الصعيد السياسي الداخلي التي لا تزال قائمة في ليبيا لابد أن تثير القلق البالغ.
وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية : « نحن ندعم مسيرة هذا البلد على طريق التجدد الديمقراطي وندعو كافة الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وتنشيط الجهود الرامية إلى بلوغ الوفاق الوطني الواسع إزاء مستقبل الدولة الليبية الخالية من النزاعات. ويتطلب ذلك استحداث جهاز دولة فعال ، بما في ذلك أجهزة الأمن ومشاركة ما يسمى الثوار السابقين في الحياة السلمية لخدمة مصالح وطموحات مواطني البلاد كلهم دون استثناء.