فقد عملت فيها فؤوس الحطابين تقطيعاً واقتلاعاً دون أي رادع ، والمسافة هذه نموذجاً للتعديات التي تعرضت لها الغابات ومناطق التحريج الاصطناعي والتي أدت اليوم إلى تقلص مساحة الغطاء الأخضر.
ونظرة سريعة على المناطق الحراجية يتبين أن هناك حوالي ألفي هكتار كانت مكتظة بالأشجار الحراجية لتطالها التعديات من قبل المجموعات الارهابية المسلحة وبعض ضعاف النفوس ممن مارس الاحتطاب الجائر.
المهندس محمد نور طكو معاون مدير الزراعة قال: تغطي الغابات في محافظة ادلب حوالي 13% من اجمالي مساحة المحافظة والبالغة 610 آلاف هكتار ومساحة الغابات فيها إن كانت طبيعية او اصطناعية تتجاوز 80 الف هكتار بقليل وتتوضع الغابات هذه في الملند واليونسية والزعينية، وهي جزء لا يتجزأ من البيئة المحيطة وتكثر فيها اشجار الصنوبر البروتي.
أما قمم جبال الزاوية وباريشا والدويلة فتكسوها اشجار السنديان، وفي ادلب أكثر من 50 موقعاً للتشجير الحراجي وأشهرها في معترم وعري واللج وكفرومة وكفرنبل ومرعيان والعرشاني وخان السبل وتل تونة والصداقة.
ونناشد القاطنين بالقرب من هذه المواقع المحافظة عليها لأهميتها ولتؤدي دورها البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
المهندس أمين الحسن المدير المسؤول عن الثروة الحراجية في ادلب أكد أن هناك حاجة لتوعية المواطنين بأهمية الثروة الحراجية التي تعرضت مواقعها لافعال تخريبية تمثلت بالقطع والتحطيب الجائر وبخاصة في المناطق القريبة من التجمعات السكانية وبالأخص في المنطقة الحراجية المحاذية للطريق السريع حلب دمشق، والوضع الحالي لتلك المنطقة سيىء بفعل ماطالها من تعديات، وما بقي فيها من اشجار يتقهقر ويتناقص ما يهدد باندثار الثروة هذه ويقضي على التوازن البيئي في تلك المنطقة.
وأضاف: نقوم بمسح لتقييم وضع مناطق التحريج في المحافظة وأملنا كبير في أن الأزمة الحالية ستزول وستعود الخضرة من جديد تدريجيا الى عموم مناطق التحريج.