وتنشرها وتروج لها مع علمها انه يستخدمها لايصال اوامر عمليات مشفرة لخلاياه المنتشرة في اكثر من بقعة في العالم.
الجزيرة التي باتت حسب مراقبين ناطقا اعلاميا حصريا باسم القاعدة وزعيمها ايمن الظواهري اعلنت أمس ان الظواهري فك الاندماج بين جناحي تنظيم القاعدة في الشام والعراق ممثلين بتنظيم دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة ونقلت عنه قوله ان تنظيم دولة العراق الإسلامية اخطأ باعلانه دولة العراق والشام الإسلامية واخذ عليه عدم الرجوع إليه قبل اعلان هذه الخطوة.
وقالت القناة ان كلام الظواهري جاء ضمن رسالة موجهة إلى اتباع التنظيم حصلت عليها من مصادر موثوقة وهذه المصادر حسب متابعين ليست الا عناصر في التنظيم لان هذا النوع من الرسائل يتم تداوله داخل الاطر التنظيمية للقاعدة وعبر اجراءات سرية واذا كانت اجهزة الاستخبارات الدولية تجد صعوبة في اختراق هذه الاجراءات فان الجزيرة تحصل على ما تريد بسهولة ويسر نظرا لثقة القاعدة بها.
وحسب مختصين بشأن التنظيمات الارهابية فان هذه التنظيمات تحرص على بناء شبكة علاقات قوية مع وسائل اعلام محددة تمكنها من ايصال ما تريد للرأي العام ولعناصرها عندما تغلق في وجهها قنوات الاتصال التقليدية وهذا الحال ينطبق على علاقة الجزيرة بالقاعدة حيث يجد التنظيم الارهابي صعوبة في الحركة والاتصال هددت في فترة من الفترات بتفككه وانقطاع الاتصال بين خلاياه قبل ان يصل لبدعة استخدام الاعلام حيث فتحت الجزيرة وقنوات أخرى اثيرها لتعليمات الظواهري وقادة تنظيمه لنقل ما يريدون لعناصرهم على الارض.
والبيان الاخير للظواهري حسب الجزيرة قرر ان تلغي دولة العراق والشام الإسلامية ويستمر العمل بدولة العراق الإسلامية وان تكون جبهة النصرة فرعا مستقلا لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة وامر الظواهري المجموعتين بتقديم الدعم بشكل متبادل.
ورغم وضوح بيانات القاعدة بتبني جبهة النصرة واعتراف الجبهة بتبعيتها لها الا ان هناك من الانظمة الخليجية من يدافع عن الجبهة ويدعو لنصرتها ومدها بالسلاح والمال وتصدر الفتاوى التي تشرع القتال إلى جانبها دون ان يحرك دعاة محاربة الارهاب ساكنا حيال كل ذلك.
والسؤال امام هذه الرسالة الواضحة التي تتضمن اوامر تنظيمية وعملياتية تتعلق بالدعم والتسليح والتنسيق كيف كانت هذه التعليمات ستصل إلى عناصر القاعدة في ظل الحظر الامني والملاحقة الشديدة وما هي الخدمة التي تحصل عليها الجزيرة مقابل العمل كمكتب ارتباط للقاعدة مفتوح على الهواء مباشرة ويسال خبراء بالقانون الدولي وخاصة قوانين مكافحة الارهاب كيف يصمت العالم المتمدن الذي يدعي الحرب على الارهاب امام هذا الاختراق الفاضح لحظر التعامل مع القاعدة ومن يتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية عن الاعمال التي ستنفذها القاعدة بناء على التعليمات الجديدة وكيف يمكن ان ننظر إلى الجزيرة على انها وسيلة اعلام مستقلة وهي تؤدي هذه الخدمات الخطيرة لتنظيم ارهابي يعمل على مستوى العالم.
القانون الدولي وقرارات مجلس الامن وخاصة القرار 1373 يمنع التعامل مع التنظيمات الارهابية بأي شكل من الاشكال ويعتبر دعمها او الترويج لها والدفاع عنها عملا ارهابيا يحاسب عليه القانون الدولي ومع ذلك نجد الجزيرة تحرص على تلقف ما يصدر عن القاعدة عبر عناصر داخل التنظيم تتمتع بحظوة لدى الجزيرة ونرى الظواهري يغيب عن انظار العالم ليحضر بقوة لدى قناة الجزيرة القطرية التي تروج لبياناته السياسية وافكاره وعقائده وايديولوجياته وتحظى بمكانة مرموقة لديه ويخصها ببياناته الحصرية.
وكانت جبهة النصرة التي ترتكب الاعمال الارهابية في سورية وتقاتل ضد السلطات الشرعية في البلاد اعطت الولاء والسمع والطاعة لزعيم تنظيم القاعدة لتقوم واشنطن لاحقا بادراجها على قائمة المنظمات الارهابية كما كان هذا حال بعض الدول الاوروبية أيضاً ومع ذلك بقي الغرب يفكر بدعم هذا التنظيم وايصال السلاح إليه تحت بدعة ان هناك معتدلين ومتطرفين وكانه يقول هناك ارهابي طيب واخر شرير.
وحسب خبراء بالشأن الامني فان تنظيم القاعدة كان المستفيد الاكبر من احداث ما سمي بالربيع العربي حيث توفرت له مساحات من الفوضى والاضراب السياسي والاقتصادي والامني لم يكن يحلم بها وها هو يعيد بناء نفسه في شمال افريقيا ويسعى لاستغلال فتح الحدود من قبل تركيا والاردن للتسلل إلى سورية وتعزيز مواقعه في العراق معتمدا على تجاهل القوى الغربية وبعض الانظمة العربية والاقليمية لخطورته وتحالف المصالح معه في سعيها لتغيير خارطة المنطقة السياسية.