وحذر حتر في مقال نشره أمس في صحيفة العرب اليوم من مخاطر نصب بطاريات صواريخ الباتريوت الاميركي في الاردن والتي لا يمكن اعتبارها شأنا اعتياديا ولا محايدا منبها من ان هذا الاجراء قد يكون مؤشرا على التحضير الأميركا الغربي لمرحلة جديدة من استهداف سورية بعد فشل المرحلة الاولى من الحرب عليها باستخدام الارهابيين والمرتزقة.
ورأى حتر ان المتربصين بسورية لا يجدون اليوم امامهم اي خيار سوى الحرب المباشرة على سورية ولذلك فانهم اذا ارادوا المضي في مشاريعهم فلن يجدوا سوي العدوان المباشر باستخدام الطائرات والصواريخ.
ولفت الكاتب إلى ان الولايات المتحدة واسرائيل تسعيان من خلال الباتريوت لتوفير مظلة جوية لحماية اي قوات قد تفكر باستخدامها في الحرب ضد سورية.
وتساءل الكاتب اذا كان الاردن لا ينوي بالفعل التدخل في سورية والانخراط بالحرب ضدها فما حاجته للباتريوت مؤكدا ثقته بان سورية لن تطلق اي رصاصة باتجاه الاردن ما لم يتم العدوان عليها عبر اراضيه ولذلك فلا حاجة للاردن مطلقا بالباتريوت اذا كان لا ينوي بالفعل الاشتراك في الحرب ضد سورية.
وسخر الكاتب من ادعاءات الأمريكيين بانهم يعملون لمنع وقوع الاسلحة السورية في ايدي جماعات متطرفة مبينا ان الارهابيين في سورية لا يستطيعون التمسك بالسلاح الذي بيدهم وهم يتلقون الهزائم ولم يعد امامهم سوى الهزيمة والفرار. وتساءل الكاتب.. هل يشكل نصب الباتريوت في الاردن استكمالا لنظام القبة الحديدية الاسرائيلي او نظاما اماميا له داعيا الاردنيين للاجابة على اسئلة جوهرية من قبل أين نحن ومع من وما هو دورنا وهل نزمع فعلا أن نحارب أنفسنا واستقرارنا وعروبتنا ومصالحنا الاستراتيجية بتقويض الجمهورية العربية السورية.
ودعا حتر إلى التنبه من مخاطر الدخول في لعبة الحرب في المنطقة والتي يراهن البعض على انها ستنتهي باسقاط الدولة في سورية دون ان يحسبوا احتمالات الحرب الاقليمية وربما الدولية الشاملة والتي لن ينفع معها الباتريوت والمارينز بل ان ما يحمي الاردن هو حياده فقط.
وأكد الكاتب ان الحرب أكبر من الاردن وليس له أي مصلحة في خوضها ولا في تقديم التسهيلات لخوضها واذا ما تورط سيكون قد أدخل نفسه في الفوضى الاقليمية والسياسية والارهابية وسيدفع أقسى فواتير الحرب ممثلة بـ الوطن البديل لأنه سيبقى دون حلفاء.
واشار حتر إلى ان من يدعي انه حليف الاردن الرئيسي هو نفسه عدوه الرئيسي ممثلا بالولايات المتحدة لان خطته الوحيدة لحل القضية الفلسطينية هي في العمق الخطة الصهيونية للوطن البديل في حين أن الحلفاء الاقليميين في الخليج لا يركن اليهم هذا اذا كانوا معنيين حقا بنا.
في عضون ذلك اصدرت محكمة أمن الدولة الاردنية أمس حكما بالسجن خمس سنوات بحق ارهابيين اردنيين اثنين تسللا إلى سورية الصيف الماضي للقتال إلى جانب المجموعات الارهابية المسلحة وعادا إلى الاردن متنكرين كمهجرين سوريين قبل ضبطهما.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي اردني.. ان المتهمين عادا إلى الاردن في تشرين الاول الماضي بهويات سورية مزورة ودخلا بطريقة غير مشروعة مع سوريين قبل ضبطهما من قبل حرس الحدود الاردني الذي كشف امرهما.
وأوضح المصدر انه تمت ادانة المتهمين الاثنين بتهمة القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شانها ان تعرض المملكة الاردنية لخطر اعمال عدائية والدخول والخروج من الاراضي الاردنية بطريقة غير مشروعة.
وفي السياق ذاته حكمت المحكمة على اردني ثالث بالسجن سنة واحدة بتهمة محاولة التسلل إلى سورية حيث كان في طريقه للقتال إلى جانب المجموعات الارهابية المسلحة. وكان الجيش العربي السوري أعلن في أكثر من مرة القضاء على اعداد كبيرة من الارهابيين كان من بينهم ارهابيون يحملون الجنسية الاردنية كما استهدف أعدادا كبيرة من الارهابيين حاولوا التسلل إلى سورية عبر الاردن في الوقت الذي تفيد فيه تقارير استخباراتية عن انشاء معسكرات تدريب للارهابين داخل الاراضي الاردنية قبل ارسالهم للقتال في سورية.