ها أنذا أجمّلكَ في تقاسيم حياتي
في ممرات قلبي ودروب أحلامي
صرتَ يا حزنُ ظلي
صرتَ الملاذ والصديق
وصرتُ أسيرتكَ الوديعة
حكمتَ حياتي طويلاً
وشكّلتني كما يحلو لك
تراقصتَ بين خلايا الهواء الذي أتنفس
دون أن تدركَ أنني مللتكَ
مللتكَ لدرجة أنني
أصبحتُ أطاردك في حلمي ويقظتي
في أفكاري ومشاعري
••
أيها الحزن
ألم تملني؟
ألم تخجل من مكوثكَ في جسد لا يرحب بك؟
ألا تريد الرحيل؟
لقد لملمتُ مفردات معاناتي وعذاباتي في حقيبتكَ
وتمنيت رحيلك.
أيها الحزن
أعدكَ بأني سأقاوم طغيانكَ
وسأقتصُّ منك لما خربته في داخلي
ولما خلفته من ألم وعذاب
سأجعل منك تذكاراً
أمرّ عليه كل يوم
لتبقى آلامك عبرة لي
أيها الحزن
أيها الصديق القسري
لن يفسح قلمي مجالاً لك بعد اليوم
ولن يُدوَّن اسمك بين صفحات حياتي
ولن تجد صورتك في مرآة حياتي
مهما تمنيتَ ذلك.