كاملاً؛ حيث يتميز المعرض بكثرة عناوينه وتنوعها، إذ يضم أكثر من 7000 إصدار في حقول الأدب والفلسفة والفكر والتاريخ والسياسة والتربية والعلوم التطبيقية والأساسية والتراث والفنون المختلفة إلى جانب كتب التنمية البشرية والمراجع العلمية.
وفي هذا الإطار ذكر اسكندر ميا مدير الثقافة في المحافظة أن المعرض المقام هو فرصة لمختلف الشرائح الاجتماعية للعودة إلى عوالم الكتاب الورقي والتشجيع على عملية القراءة خاصة أنه يضم عدداً ضخماً من الإصدارات المتنوعة و التي من شأنها إرضاء الذائقة العامة على اختلاف مشاربها واهتماماتها الفكرية، بما يوفر للقارئ مساحة واسعة للفهم العميق والإدراك الحقيقي، في وقت يتم فيه التحايل على كثير من المفاهيم والأفكار خدمة للمشروع التآمري على
سورية. وأكد ميا أن هذه الفعالية هي واحدة من أبرز الأنشطة الدورية التي تقوم بها المديرية ضمن خطة وزارة الثقافة للتشجيع على اقتناء الكتاب وممارسة فعل المطالعة كسلوك ثقافي هو الأهم من حيث قدرته على التنمية الفكرية وإعادة إحياء العلاقة بين الفرد والكتاب الورقي في زمن راحت فيه القراءة الإلكترونية تتصدر المشهد الثقافي، وهو ما يجب العمل عليه بشكل حثيث من قبل كافة المؤسسات الثقافية.
من ناحيته أوضح حسان يونس منظم المعرض أن الأجنحة المتنوعة تقدم عدداً كبيراً من الإصدارات الحديثة بما فيها الكتب الصادرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة والتي تغطي كافة المجالات الفكرية والأدبية والفنية والتربوية والتنموية وجميعها توفر لمرتادي المعرض حسومات مغرية تساعد على استقطاب القراء إلى ردهات الكتاب المتنوعة والبحث مطولاً بين الخيارات المتاحة خاصة مع انطلاق العطلة الصيفية وانتهاء جزء كبير من الامتحانات الدراسية. وأضاف يونس أن هذا النشاط يسعى إلى ترميم العلاقة بين القارئ والكتاب الذي أخذ حضوره في حياة الفرد يتراجع لأسباب عدة أبرزها العامل المادي حيث يعتبر الكتاب منتجاً مرتفع الثمن نسبة إلى القدرة الشرائية للفرد في مختلف المجتمعات العربية، إضافة إلى اتساع وسائل الاتصال الحديثة والانفتاح المعلوماتي الواسع الذي وفر أمام القارئ مزيداً من الخيارات لاكتساب المعرفة.
وحول المشاكل التي تواجه عمليتا النشر والقراءة على حد سواء أوضح منظم المعرض أن العمل على تفعيل عملية القراءة والتواصل الجاد مع الكتاب يتطلب مساهمة فاعلة من قبل المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي والتي لم تنطلق بكل أسف حتى الآن بعملية جادة وحقيقية لتعميم القراءة كما أن الرأسمال الكبير لم يوظف حتى الآن في هذا الجانب، وهو ما يتجلى في غالبية دور النشر الخاصة التي تعاني انخفاض ميزانياتها عموماً ما يؤثر بشكل أو بآخر على انتشار الكتاب الجيد.
كذلك لفت إلى أن الكتب الأدبية وخاصة الرواية تحصد النسبة الأعلى من الإقبال يليها الإصدارات التاريخية وكتب الحضارات والأديان المقارنة والتراجم وحديثاً كتب التنمية البشرية وعلوم الطاقة والروحانيات والطب البديل التي شهدت في السنوات الأخيرة حضوراً لافتاً في أوساط القراء نظراً لحداثة هذه العلوم وكثرة تناولها في وسائل الإعلام المعاصرة موضحاً أن شريحة الشباب هي الأكثر إقبالا على الكتاب لاسيما الإناث منهم. وبين يونس أن الكتب العلمية هي الأقل نصيباً من القراءة والتأليف على حد سواء أما الكتاب البحثي فإن الغالبية العظمى من المقبلين عليه تنتمي إلى أوساط الدارسين والباحثين ممن يقبلون عليه كمرجع للمعلومات لا بهدف اكتساب المزيد من الثقافة.