المشهد في الشمال السوري بعد دخول الجيش التركي المباشر الى الاراضي السورية للانخراط بعملية عسكرية ,اعاد خلط الاوراق من جديد.
تركيا في بداية الحرب العدوانية على سورية.وفي ذروة الاعتقاد بان الدولة السورية ستسقط خلال اشهر معدودة,كان الطموح التركي بان يكون له سيطرة كاملة على منطقة الشمال السوري,من خلال اقامة منطقة آمنة ,يمهد لها بحظر جوي,ومن ثم يجري اقتطاعها وضمها الى تركيا,ولذلك استثمرت هذه الاخيرة في متفرعات «القاعدة»من الجماعات الارهابية:«داعش»و«جبهة النصرة»,بتوفير الدعم العسكري والمالي واللوجستي والاستخباري,وفتح الحدود امامها لضخ الاحتياط البشري الارهابي,والتزود بالسلاح والبضائع..ناهيك عن توفير الاقامة والحماية لقياداتها على الارض التركية,بالمقابل,شاركت تركيا في نهب النفط السوري والعراقي وسرقة المصانع من حلب.
لكن الصمود السوري الاسطوري,بفعل صلابة القيادة السورية,والتفاف الجيش والشعب حولها,ووقوف الشركاء والاصدقاء الى جانبها,والمشاركة الفعلية معها في محاربة تلك الجماعات الارهابية,اسقط المشاريع التركية والاميركية والاوروبية الغربية ومروحة حلفائها من مشيخات النفط والغاز العربي على الارض السورية.
ما بات واضحاً انه على ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والتي ستقود الى استعادة كامل الجغرافيا السورية لسيادة الدولة المركزية,مايعني بان مشروع الفوضى الخلاقة,قد مني بهزيمة شاملة,وبان روافع المشروع القومي في سورية والعراق قد تستعيد عافيتها وتنهض من جديد,ولذلك لابد من الاستمرار في لعبة ومخطط استنزاف الجيشين,وبالذات السوري,من هنا يلجا الاعداء الى فتح جبهات جديدة في وجه الدولة السورية,من اجل استدامة هذا المشروع العدواني ,وتركيا جزء منه,ولااحد ينخدع باستدارة اردوغان,فهو في سبيل مصالحه واطماعه وطموحاته وتطلعاته,قادر على تغيير جلده ولبس اكثر من ثوب والتخفي باكثر من قناع.