|
لعبة كسب الوقت شؤون سياسية شعارها عدم الاستجابة لأي ضغط لتعطي لنفسها وقتاً اضافياً لارتكاب المزيد من القتل والتدمير، وبالتالي تكون أيضاً قد كسبت وقتاً إضافياً لتجهيز حملتها الدبلوماسية للرد على أي اتهام قد تتعرض له بخصوص قتل المدنيين الفلسطينيين الذي يقض مضاجع ديمقراطية الغرب ويحاول أن يعبر عن قلقه البالغ حيالها. الرد الاسرائيلي على أي احتمال أوروبي ضاغط على حكومة أولمرت أصبح جاهزاً يعد أن تولاه الأمين العام للخارجية الاسرائيلية أهارون آيرا موفتيش الذي نفذ مع فريق معه سلسلة من المشاورات والاتصالات لتنسيق ولعرقلة أي جهد دولي يظهر انتقاده لاسرائيل وعدم السماح لاتساع نطاقها وبالتالي توظيف المواقف الأميركية والأوروبية والبقية من حلفاء (اسرائيل) لتوفير الغطاء الدبلوماسي والإقليمي والدولي لها كي تخرج من الحرب وكأنها الضحية والمعتدي هو حماس، وقد تم تجنيد كل من الخارجية ووزارة الحرب الصهيونية إضافة إلى جهاز الموساد والشين بيت والأجهزة العسكرية الأخرى في (اسرائيل) لوضع خطة للرد نفسياً واستخدام وسائط الحرب النفسية لجهة اسناد استمرار العملية العسكرية ضد غزة وفي نفس الوقت للرد على الانتقادات التي قد تتعرض لها (اسرائيل). وعلى هذا فإن حكومة أولمرت تروج أنها لن تقوم باحتلال القطاع بشكل كامل ودائم وذلك لعدة أسباب في طليعتها خشيتها من مقاومة بطولية صامدة من قطاع غزة بمختلف فعالياتها وفصائلها لم تكن بحسبان وزارة الحرب الاسرائيلية، وهو ما أشار إليه أكثر من جنرال اسرائيلي في ميدان المواجهة مع غزة بأن القيادة الاسرائيلية لاتزال مترددة بهذا الخصوص نظرا لما يمكن أن يترتب على مثل هذه الخطوة من أخطار وتبعات وخسائر في صفوف جيش الاحتلال رغم أن هذه الخطوة كما تأكد ذلك تلقى دعم بعض المواقف العربية المشجعة، لكن رغم تلك التقديرات العسكرية الاسرائيلية لاتزال في حالة التردد على الأقل خلال هذه الأيام كي تكتمل الحسابات الاسرائيلية وفقا لتطورات الأوضاع على الأرض وعلى المواقف الإقليمية والدولية من العدوان.
|