وكان لهذا الإجراء أثر سيء على المعدين والفنانين والكتاب والموظفين الذين كان عليهم أن يتنازلوا عن جزء كبير من أتعابهم, وعرف أهل الحل والربط أن من الإنصاف أن يقبضوا استحقاقاتهم كاملة فلجؤوا إلى إجراء جيد وهو صدور قائمة بأسماء هؤلاء واستحقاقاتهم يوقعها وزير الإعلام وبذلك يقبض كل ذي حق حقه كاملا.
عام 1974 كنت أعد مجلة التلفزيون وكنت كتبت مسلسلا بعنوان (الغرفة 74) وفكرته أن غرفة في فندق ذات رقم تنزل فيها زبونة تختفي من الوجود ويحار الجميع في ذلك. وكان المخطط الموضوع للمسلسل أن وباء قد ظهر والظروف السياحية قد أملت على المسؤولين اتخاذ الاحتياطات الصحية الآمنة مع إخفاء الغرفة التي ظهر فيها المرض, كتبت عدة حلقات أخرجت.
عندما حان موعد قبض استحقاقي صدرت القائمة بتوقيع الوزير رحمه الله وفيها أسماء جميع من لهم أموال في الإذاعة والتلفزيون إلا اسمي.
حرت ماذا أفعل ثم نصحني صديق بأن أدخل على الوزير في غرفته بمبنى التلفزيون وأقدم فيها وله شخصيا شكواي مذكرا باسمي وتعويضي, فالوزير سيستجيب حتما, وعملت بنصيحة الصديق فاستقبلني سيادته بالترحاب ولما قصصت عليه قصتي سأل: ما اسمك, فأجبته وكنت أظنه سيرحب بي, لكن تجهم وجهه فعرفت أن مكيدة نصبت لي عنده لأن بعض من كانوا يحسدونني على عملي ونشاطي وإنجازي في الإذاعة والتلفزيون قد أوغروا صدره ضدي.
قال صراحة: القانون قانون وأنت موظف, فتساءلت: أليس الباقون موظفين, فلماذا أعطيتهم ولم تعطني? تجهم وجهه أكثر وقال: لن أعطيك, هكذا..اذهب وبلط البحر.. لم أبلط البحر لكني ذهبت وهذه المرة ذهبت إلى بيتي ولم أكمل المسلسل, ولم أعد أحرر برنامج مجلة التلفزيون, وانتهت حقبة عملي في التلفزيون, واتجهت إلى العمل خارج المبنى فكتبت عشرات المسلسلات والتمثيليات الإذاعية والتلفزيونية.
مسلسل (الغرفة 74) أكمله كتابة مخرجه فيصل الياسري بمساعدة الممثل والمخرج هاني الروماني, وسلمت مجلة التلفزيون لسواي.