يفرحهم النقد.. وتزعجهم الإشارة إلى شيء إيجابي..
يسعدهم أن يتم تناول زيد أو عمرو بسوء واتهامات حتى ولو كانت دون تدقيق, ويؤلمهم أن يقال إن فلاناً ناجح في عمله, أو أن آخر حقق خطوات إيجابية في القطاع الذي يديره, أو المؤسسة المسؤول عنها!..
يريدون البحث عن الثغرات لتضخيمها, وتجاهل كل إنجاز ولو كان عملاقاً, ويقولون إنه تحصيل حاصل, وأمر عادي, وواجب على من يقوم به!.. يتهمون من يتحدث بإيجابية عن شخص ما, ولاسيما إن كان مسؤولاً ولو في موقع قيادي متوسط بأنه يتملق ويزاود!.. يصغون باهتمام لمن ينقل لهم نميمة, حتى ولو كانت عن زميل أو صديق, ويشاركون بمزايدات جلد المسؤولين من مختلف المستويات عندما يبدأ أحد ما الغمز من قناة هذا المسؤول أو ذاك!.. أنهم يلتذذون بجلد الذات!!. لذلك على من يتعامل معهم, أو يتحدث إليهم, أو يكتب لهم إذا كانوا قائمين على بعض مفاصل وإدارات إعلامية.. عليه أن يبحث في الصغائر, وفي السلبيات, ويكثر من النقد, والزاوية أو المغالة الصحفية ستأخذ عندها طريقها إلى النشر, أما إذا تضمنت المقالة أن إدارة, أو مديراً, أو مسؤولاً ما في هذه المؤسسة أو تلك قد نجح فهذا مرفوض حتى لو تضمنت المقالة دلائل نجاحاته!!
إنهم يحصون عدد المرات التي يرد بها اسم هذا المدير, ولا تلفت نظرهم الأسطر التي تتحدث عن النجاح الذي حققه هذا الشخص في موقعه!!.. وينصب كل نقدهم على المادة الصحفية في أنها ذكرت اسم المدير, أو أنها نسبت النجاح المتحقق إليه!!. بالمقابل, لو كانت هذه المادة تنتقد خللاً أو تقصيراً سيرحبون بها, وسيفردون لها ما يناسب من حجم, ويختارون لها ما يلزم من عناوين مثيرة كأنما الحديث عن أشخاص ناجحين ممنوع!!
إنها حالة حقيقية في بعض إعلامنا, يمارسها بعض القائمين على بعض المفاصل الإعلامية فيها, ومن يتعامل مع بعض هذا الإعلام لابد أنه لاحظ ذلك!!.. إن بعض القائمين على تلك المفاصل الإعلامية تحركهم - على ما يبدو - في قرارات نشر هذه المادة أو تلك مجموعة معايير منها:
- علاقتهم بالكاتب..
- علاقتهم بمن تناولته المادة الصحفية سلباً أم إيجاباً!..
- مدى قرب أو بعد الكاتب أو من تتم الكتابة عنه من مواقع القرار!..
وهنا أتساءل: - لماذا نعتبر مديح شخص ناجح, ولا يستطيع أن ينكر نجاحاته حتى من يختلف أو يختلفون معه تملقاً أو نفاقاً?!.. ونعتبر تجريح شخص, ناجحاً كان أم فاشلاً جرأة يستحق الكاتب عليها المديح والثناء?!
وهل من المعيب مهنياً الإشارة إلى شخص ما أنه حقق شيئاً لم يحققه سواه.. مقابل اعتبار الإشارة إلى فشل آخر أنه خبطة صحفية?!
إن في سورية كفاءات جيدة, وفيها إدارات ناجحة, وأعتقد أن من بعض مهمة الإعلام تكريمها, ولو كان تكريماً معنوياً بالقول إنها أنجزت طموحاً كان يراودنا منذ زمن, وحققت أهدافاً طال انتظارها, ولاسيما إذا كانت هذه الإدارات والكفاءات في الإعلام!! كأنما ممنوع على إعلامي أن يمتدح نجاح زميل له!!.. لكن مسموح له انتقاده!!.. إننا نقرأ كثيراً عن انتقادات لوسائل إعلامية, وبعضها في أوقات سابقة ذكر أسماء وصفات!.. وما زال البعض ينتقد وسائل إعلامية ولاسيما التلفزيون رغم نجاحات بدأ يحققها في الجانب السياسي!..
لذلك أتساءل: - ما الضير من الإشارة إلى هذه النجاحات وأدواتها ومن كان وراءها?! أم أن المطلوب فقط أن نجلد ذاتنا?!.. ونجلد زملاءنا حتى توافق بعض المفاصل في بعض الوسائل الإعلامية على نشر بعض المواد الصحفية التي تتحدث عن نجاحات مدير عام ورئيس تحرير مثلاً?!
أختتم فأقول - ولو كره الكارهون -:
تحية لكل الجهود التي بدأت ترتقي بإعلامنا, ولو كانت هذه الجهود لم تثمر إلا بعض ما نطمح إليه, لكنها تبشر بخطوات ونجاحات أخرى أكثر فاعلية!! تحية للشيوخ الشباب.. وتحية للشباب الشيوخ في إعلامنا, ونقول لهم إننا نتاج نجاحاتكم, ولا يسعدنا جلد الذات, ولن نعتبر من يكتب عن نجاحاتكم تملقاً, لأن هذه النجاحات واضحة لمن يريد أن يرى!
ليتهم قالوا لنا إننا نكتب غير الواقع فألغوا نشر مواد مرسلة لهم, عندها كنا سنحاورهم, فإن اقنعونا أننا جانبنا الحقيقة, وأنه لا يوجد نجاحات في إعلامنا كنا سنقتنع.. بل ونعتذر!!
لكنهم يكتفون بالقول إننا ذكرنا المدير العام بالاسم.. ورئيس التحرير بالاسم عدة مرات, لذلك فالمادة لا تصلح للنشر - برأيهم -..
نحن لا نؤمن.. ولا نريد جلد الذات!!