عدم تدخلهما في الشأن العراقي ورغبة بلادهما بقدوم رئيس قوي للحكومة القادمة في وقت لم تسفر فيه زيارة رايس وسترو حتى الان عما يوحي بإمكانية حل عقدة تشكيل الحكومة العراقية حيث اعلن محمد اسماعيل الخزعلي النائب عن حزب الفضيلة المشارك في الائتلاف العراقي الموحد فشل المحادثات بين الكتل المعترضة على تولي الجعفري للرئاسة الحكومة المقبلة.
في غضون ذلك أعلن الجيش الأميركي عن مصرع 4 جنود أميركيين في الأنبار في حين قتل وجرح عشرات العراقيين بأعمال عنف متفرقة في العراق.
فقد نقلت اب عن رايس قولها في مؤتمر صحفي مشترك مع سترو في العاصمة العراقية بغداد في ختام زيارة مفاجئة استمرت يومين ان أمر اختيار رئيس وزراء للعراق يعود للعراقيين لكنها قالت انه ينبغي على رئيس الوزراء الجديد ان يكون قويا ويشكل عامل توحيد وقادرا على احلال الاستقرار في العراق ومواجهة التحديات التي يواجهها الشعب العراقي. واضافت ان المجتمع الدولي والشعب العراقي يريدون ان يروا عملية تشكيل الحكومة العراقية تنتهي قريبا وفي اسرع وقت ممكن مضيفة انه ليس ممكنا ان يكون هناك فراغ سياسي في بلد يواجه مثل هذا العنف الشديد.
من جانبه شدد سترو على ضروة ملء الفراغ السياسي في البلاد وقال انه امر حاسم للتحرك للامام بسرعة في عملية تسمية الشخصيات في المواقع الرفيعة في الحكومة مشيرا الى ان الفراغ السياسي لايساعد في السيطرة على الاوضاع الامنية في البلاد.
واضاف انه اكد و نظيرته الامريكية ان اي قرار بشأن تشكيل الحكومة بما في ذلك شخص رئيس الوزراء ينبغي ان يكون قرارا سياديا من قبل البرلمان العراقي مشيرا الى انه حث القادة العراقيين على الاسراع في هذا الاتجاه.
الا ان سترو أكد ان لبلاده والولايات المتحدة الامريكية اللتين تنشران الاف الجنود في العراق الحق بان يكون لهما كلمة في الاوضاع العراقية وان تكونا قادرتين على التعامل مع حكومة عراقية.
وكان السفير الامريكي في بغداد زلماي خليل زاد اوصل الاسبوع الماضي رسالة من الرئيس الامريكي جورج بوش الى عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق رئيس الائتلاف العراقي الموحد الذي رشح ابراهيم الجعفري لتشكيل الحكومة المقبلة تعترض على تسمية الجعفري وتطالب الحكيم بترشيح شخصية أخرى.
وفي لندن انتقدت صحيفة الاندبندنت البريطانية الصادرة أمس الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا على ابراهيم الجعفري للتنازل عن منصبه كرئيس للوزراء في العراق.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس ان هذا هو الهدف الوحيد من زيارة وزيرة الخارجية الامريكية رايس ووزير الخارجية البريطاني سترو الى بغداد أول أمس معتبرة ان هذا التدخل السافر يشكل نوعا من زعزعة الديمقراطية في العراق. واضافت الصحيفة ان رايس و سترو كررا على مسمع الجعفري رأي الرئيس الامريكي جورج بوش الذي قاله الاسبوع الماضي بانه لا يريد ولا يدعم ولا يقبل استمرار الجعفري في منصبه .
وأوضحت الصحيفة أنه في حال استقالة الجعفري تحت هذه الضغوط فان هذا التدخل سيعزز خيبة الامل والاحباط بين العراقيين ويعمق مخاوفهم .
على صعيد آخر أعلن الجيش الأمريكي أمس مقتل أربعة من جنوده خلال إطلاق نار في محافظة الأنبار دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
كما أعلن الجيش الأمريكي أنه تم العثور على جثتي طاقم المروحية التي أسقطت بنيران مسلحين يوم السبت الماضي جنوب غرب بغداد أثناء قيامها بدورية عسكرية.
هذا وقد حصدت أعمال العنف المتواصلة في العراق عشرات القتلى والجرحى في أنحاء مختلفة من العراق.
فقد قتل أربعة أشخاص ثلاث نساء ورجل من عائلة واحدة خلال هجوم مسلح استهدف منزلهم في منطقة الدورة ببغداد مساء أول أمس. كما قتل مدني وأصيب خمسة آخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة في مدينة الصدر في بغداد وأصيب خمسة مدنيين آخرين بانفجار سيارة وسط بغداد.
وقتل طفل وأربعة من عناصر الأمن الوطني العراقي وأصيب خامس بجروح بنيران مسلحين مجهولين أطلقوا النار وسط مدينة البصرة في أكبر سوق للخضار. وفي هذا السياق قتل سبعة عراقيين أمس على أيدي مسلحين مجهولين فيما اصيب احد عشر آخرون في انحاء متفرقة من العراق. ونقلت رويترز عن الشرطة العراقية قولها ان جنديين عراقيين وشرطياً قتلوا فيما اصيب خمسة اخرون عندما هاجم مسلحون مجهولون دوريتهم في بيجي ومحيطها شمال بغداد.
من جهة ثانية قالت الحكومة العراقية ان الجيش ألقى القبض على 12 مسلحاً امس بالقرب من مدينة الموصل.
كما أعلنت الحكومة العراقية في بيان لها أمس مقتل مسلح وتوقيف ستة آخرين في مناطق متفرقة من العراق اضافة الى ابطال عبوة ناسفة وضعت قرب مصفاة الدورة.
وفي بعقوبة قتل طالب جامعي عراقي من جبهة الحوار الوطني بأيدي مسلحين مجهولين فيما قتل شخص آخر بانفجار عبوة ناسفة وسط المدينة وفي الموصل تم العثور على جثتين في مكانين منفصلين.
من جانب آخر تستأنف غداً الأربعاء محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من اعوانه امام المحكمة الجنائية العليا التي من المقرر ان تنظر في ادلة جديدة حول تورطهم في قضية مقتل 148 عراقياً في الدجيل عام 1982 .