تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على ضفاف العاصي

ملحق الثقافي
4/4/2006
عبد المعين الملوحي

ياحمص! دعيني أقص عليكِ حكايةَ عاصيكِ يومَ كان عاصياً حقا. كنا إذا زرناه نمدُّ أكفنا ونشرب من مائه النمير، أوننبطحُ على بطوننا ونغبُّ ماءه،بأفواهنا حتّى نرتوي. وكنتُ أسبحُ فيه. كنتُ أقطعه وأنا أمشي على ضفتيه ذهاباً وإياباً من الميماس- إلى الجديدة- إلى الخراب- إلى المزرعة..

واليوم- وا أسفاه- كاد العاصي يكونُ مستنقعاً، وكدت أكون عاجزا، زرته مرة فإذا أنا أصرخ: أرى مستنقع العاصي فأبكي كأني قد فقدتُ به حبيبي أهذا كان نهراً- ذات يومٍ- نثرتُ على شواطئه ذنوبي؟ أتذكرين أني نمت على ضفاف عاصي الخراب مرات، دانت إحداها ثلاث ليال متواليات، وطاحونهُ العتيقة تغنيني، وقصباته الرشيقات تتراقصُ وتغريني، والقمرُ يطلُّ عليَّ إذا سهرت، ويبصبص من ثقوب خيمتي إذا نمت، فإذا عدتُ إلى بيتي، وقد ملأني العاصي صحة ونضارة وقوة جعلت أسير وأتوارى تحت أغصان الصفصاف وأنشد ماسكبه العاصي في أذني: وعدتُ أسايرُ ظلَّ الغصون وأطرق إطراقةً سامده أحاذرُ يسمعني من يمرُّ وترمقني عينهُ الراصده شذوذٌ نعمت به في الحياةِ أظلّ-وإن لمتها- حامده! وإني لأوْحدُ من في الوجودِ فيا لهفَ نفسي إلى واحده ولقد وجدت تلك الواحدة أيها العاصي! ولكنها«مرت وتركتني أعيش(1).‏

(1) -كلمة للشاعر الألماني- هنري هايني- في كتابه «رحلاتي» من ترجمتي 1- 701‏

تعليقات الزوار

SABBH |  SABAAH82@YAHOO.COM | 06/04/2006 04:02

السلام عليكم انا صباح من تلفزيون سما دبي عجبني النص ولكن هناك اشياء لم افهمها

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية