تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سعيد حمزة: الأغنية الفراتية تعكس واقع الحياة..

ملحق الثقافي
4/4/2006
و على هامش مهرجان الأغنية التقينا الفنان سعيد حمزة، وهو من الباحثين في شؤون التراث الغنائي جمعاً و بحثاً و تنسيقاً، وكان لنا معه هذه الحوار: أين هو سر الجمال في التراث الغنائي لوادي الفرات؟ الغناء شكل فني راق و شفاف يجمع بين ثقافتي الفائدة و المتعة و يحمل بين طياته الكثير من التعابير الإنسانية و الحالات الاجتماعية.

و الفولكلور الغنائي لوادي الفرات قديم يمتد إلى ما هو أبعد من مملكة ماري و أورنينا، مغنية المعبد في ماري، وهي المغنية الأولى في العالم، دليل على ما نقوله الآن، و للتدليل أكثر نقول بأن بعض الأغاني الفولكلورية تشتمل على مفردات لغوية غامضة متوارثة موغلة في التاريخ، كما أن هناك بعض الأغنيات موضوعة بألحان قديمة لها طابع التراتيل الدينية. و الأغنية الفراتية متنوعة لأنها تتناول جميع مناحي الحياة ومناشطها، وفيها يعكس الشعب حياته و يؤرشف من خلالها مكانه وزمانه، أفراحه و أتراحه، وطبيعة عيشه. كانت الأغنية الفراتية و ما تزال تؤدى في أماكن العمل و الحقول أثناء البذر والحصاد، يغنيها الرجال و النساء، وهي سريعةٌ الحفظ لأنها مأخوذة من قاموس الحياة اليومية وحسب اعتقادي فإن قسماً كبيراً منها ارتجالي وليد اللحظة، لأن العفوية والبساطة واضحتان عليه. ما هي أهم الألوان الغنائية في وادي الفرات؟ الغناء الفولكلوري الفراتي له عدة ألوان غنائية أهمها اللون المتعارف عليه بـ (الموال). وهو ما يسمى في وادي الفرات بالعتابا، وهي تتفرع إلى نوعين الفراقيات (من الفراق و اللوعة) و الهواويات (من الحب و الهوى) وهذه لها أشكال مختلفة منها السويحلي والنايل .. أيضاً هناك ألوان غنائية مثل المولية و هي عملاقة الأغاني الفراتية و ما زالت حتى اليوم تغنى في جميع المناسبات. وهناك العايل و المامر و هلا بالورد و يا بو ردانه و غيرها. و في الحقيقة إن ألوان الغناء التي عرفتها المنطقة منذ فترات قديمة جداً ، بعضها ما زلنا نردده و نغنيه، وبعضها انقرض و بعضها ضاع وتناثر هنا و هناك.. ويجب التنويه إلى أن بعض أشكال الغناء الفراتي انتقل عن طريق الترحال بعد وادي الفرات و تُنسب إلى المناطق التي استقر فيها. بقي القول إن جميع هذه الألوان تغنى إما بمرافقة آلة شعبية مثل الربابة أو الدف أو المزمار (المطبق) أو الشاخولة أو من دون آلة موسيقية و خصوصاً بأماكن العمل مثل الهوسة. ما هو المطلوب للحفاظ على هذا التراث و تطويره؟ الغناء الفولكلوري الفراتي بحاجة للاهتمام و الدعم من قبل كافة المؤسسات الثقافية و الفنية لحمايته من الاندثار و الضياع، هو أيضاً بحاجة إلى تسجيله و توثيقه بطريقة غنائه الأصلي ليتسنى للجمهور أو الباحثين أو المهتمين الاطلاع عليه بأشكاله القديمة، ومن ثم دراسته دراسة علمية تحليلية على يد مختصين و خبراء و مهتمين لتطويره بالشكل الذي يليق به و تقديمه للأجيال بشكل مستمر لحفظه من الضياع.. وتبقى كلمة أخيرة نوجهها للمعنيين بالأغنية السورية و مهرجاناتها أن يلتفتوا إلى الأغنية الفراتية وأن يفسحوا لها المجال والاهتمام و الرعاية لأنها هوية منطقة و تراث شعب بعاداته و أفكاره و تقاليده.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية