تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أتوا ومضوا

ملحق الثقافي
4/4/2006
جــــوزف حرب

1 أَتَوا وَمَضَوا، وَمَا يَا ذَا التُّرَابُ المُرُّ أَكْثَرَهُمْ ! وَأَيَّةُ صُوْرَةٍ بَقِيَتْ لَهُمْ حَتَّى تُؤَكِّدَ أَنَّهُمْ جَاؤُوا إِذَا مَا وَحْدَهُ النِّسْيَانُ صَوَّرَهُمْ؟

2‏

أَتَوا وَمَضَوا. وَمَا يَا ذَا التُّرَابُ المُرُّ أَكَثَرَهُمْ ! أَتَوا ، وَقُيُوْدُهُمْ أَيَّامُهُمْ ، وَالمَوْتُ فِيْهِمْ حِيْنَ أَنْقَذَهُمْ مِنَ الأَيَّامِ حَرَّرَهُمْ.‏

3‏

أَتَوا وَمَضَوا فَهَلْ جَاؤُوا ؟ وَهَلْ رَحَلُوا؟ وَهَلْ أَحَدٌ بِهَذِيْ الأَرْضِ ذَاكِرُهُمْ ؟ أَتَوا وَمَضَوا . وَقَادِمُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَأْتِهِمْ أبَداً . ولاتَبقى له ذِكْرَى مُسَافِرُهُمْ . أَتَوا، وَمَضَوا ، وَمَا بَاقٍ لَنَا إِلا خَنَاجِرُهُم وَقَدْ سَالَتْ عَلَى فِضِّيِّ حَدَّيْهَا ضَمَائِرُهُمْ. أَتَوا وَمَضَوا إِلى شَيْطَانِهِمْ تَجْرِيْ لَذَائِذُهُمْ ،وَلِرَبِّهِمْ تَعْلُوْ مَجَامِرُهُمْ . أَتَوا مِثْلَ الزِّيَارَةِ ،غَيْرَ أَنَّ الأَرْضَ بَعْدَ رَحِيْلِ وَاحِدِهِمْ رَأتْ نَقْصَاً بِمَنْزِلِهَا، وَأَخْبَرَتِ المَرَايَا أَنَّ لِصّاً كَانَ زَائِرُهُمْ . وَمُنْذُ البَدّءِ حَتَّى الآنَ، خُطْبَتُهُمْ جَنَازَتُهُمْ. وَهَذَا النَّعْشُ فَوق أَكُفِّ مَنْ في المَوْتِ شَيَّعَهُمْ مَنَابِرُهُمْ . بَنَوا لَمْ يَسْكُنُوا. وُلِدُوا وَمَا عَاشُوا . مَضَوا لِلْحَرْب فَاقْتَتَلُوا، تَمَاحَوا. سَوَّسُوا . صَدِئُوا . وَقَدْ فَسَقُوا بِرِيْشَتِهمْ ،وَخَانَتْهُمْ مَحَابِرُهُمْ . أتَوا وَمََََضوا. أُنَاسٌ، مَاتَبَقَّى بَعْدَهُمْ حَتَّى مَقَابِرُهُمْ .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية