عبد الحميد قدسي بساطة متناهية في الأداء وغنى في الشكل والموضوع !
ملحق الثقافي 4/4/2006 والفنان (عبد الحميد قدسي)كان واحداً من هؤلاء الذين حاولوا بجد وحب بناء الحركة التشكيلية السورية, وخاصة في مدينته حلب الذي ولد فيها في عام (1925) حيث ترعرع على حب الرسم, وقد ظهرت موهبته فيه نتيجة تتلمذه على يد عدد من رواد الفن الأوائل في سوريا,
وكان منهم الفنان الرائد الأول)غالب سالم) والفنان العالمي الحلبي (زاره كابلان) الذي تأثر بهما, وخاصة بالفنان الكبير (زاره كابلان) الذي أطلعه على أعمال الفنان العالمي (سلفادور دالي) فتأثر به كثيراً, واتجه بإنتاج اللوحة السريالية التي كان من روادها الأوائل في سوريا, مع الفنان (روبير ملكي), والفنان الكبير (فاتح المدرس), والفنان الرائد)عدنان ميسر), وكان من أكبر روادها الفنان الكبير (عدنان ميسر) الذي عرف في الأوساط العالمية, وخاصة في أمريكا حيث قامت جامعاتها ببعض الدراسات السيكولوجية لمجموعة أعماله... بدأت نشاطات الفنان(عبد الحميد قدسي) الفعلية في عام (1950), وخاصة عندما شارك بالمعارض التي تقيمها مديرية المتاحف والآثار, وفي عام (1951), نال الجائزة الأولى في معرض الفن التشكيلي الذي أقيم بمناسبة زيارة المغتربين العرب... حيث بدأ الفنان(عبد الحميد قدسي) يأخذ مكانه في الساحة التشكيلية بحلب ويعرف فيها بأنه واحد من فنانيها, مما دعاه إلى إقامة معرض كبير في عام (1954) مع مجموعة من الفنانين في صالة نادي السعد بحلب منهم الفنان العالمي (سامي برهان), وهو يعد من المعارض الأولية في تاريخ الحركة التشكيلية بحلب... هذا المعرض أثار اهتمام الوسط الثقافي في الرسم وأهميته في الحياة, وفي كراسه كتب مقدمته (عبد الحميد قدسي) في كراس طبع بالألوان, وبدأ فيه الفنان (سامي برهان) يدخل بجد عالم الفن التشكيلي... في عام (1961) أقام الفنان (عبد الحميد قدسي) معرضاً فرديا كبيراً في المركز الثقافي بحلب, ثم أقام معرضاً آخرا في عام (1964) في صالة كلية الحقوق بحلب... وانقطع بعدها عن إنتاج اللوحة التشكيلية حتى عام (1990) الذي أقام فيه معرضه الفردي في صالة المكتبة المركزية في جامعة حلب... كان آخر معارض الفنان (عبد الحميد قدسي) في عام (2001) حيث أقامه في صالة تشرين للفنون بحلب, وبعد افتتاحها, وقد ضم هذا المعرض مجموعة كبيرة من أعماله القديمة والجديدة, وقد حاول في بعض لوحاته إدخال بعض الكتابات الشعرية والتي زين بها موضوعا ته الفكرية ليدل الملتقى على الهدف الأساسي... الحديث عن التجربة الفنية للفنان (عبد الحميد قدسي) يعتبر في حد ذاته, حديثاً عن مرحلة فنية تاريخية في الحركة التشكيلية الحلبية والسورية, وفي وقت ساد فيه مفاهيم المدارس الجديدة,كالسريالية والتعبيرية والرمزية... وقد تأثر فناننا تأثيراً كبيراً بالمدرسة السريالية والمدرسة الرمزية حيث حاول مزجهما بأسلوب بسيط وعفوي وتلقائي متخذا من مفاهيم التصوير الفوتوغرافي وعالم التصوير السينمائي طريقة لإدخالهم إلى مفاهيم الفن التشكيلي, ويسمي طريقته (التصوير سم), فقدم أعمالا مونتاجية بينهما تعتبر همزة وصل ما بين التصوير الفوتوغرافي والسينما والرسم, فكانت هذه التجربة الفنية رائدة في تاريخ الحركة التشكيلية السورية... وفي مرحلته الأخيرة حاول إدخال بعض كتاباته الشعرية فيكون ممن ساهم في إدخال الحروفية إلى لوحاتهم, وخاصة كما فعل صديقه الفنان (سامي برهان) في لوحاته... لوحات الفنان(عبد الحميد قدسي) تعتبر غاية في البساطة والطفولية من حيث الأداء الفني,كما تظهر للمتلقي في أول وهلة, ولكنها غنية بعناصرها الرمزية والتي تغني الموضوع الفكري في لوحاته.... الخط لديه بسيط وكثيف تشكيلياً, وينم عن تلقائية وعفوية في الرسم, ويحاول دائما أغناء لوحته بمجموعة كبيرة من الخطوط المنحنية والدائرية والمستقيمة لتعطي جوها السريالي والرمزي, وقد حاول في نهاية تجربته إدخال بعض كلماته الشـعرية لتدل على الرموز التي يحاول فيها توضيح الفكرة في موضوع لوحته...
|