تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عين المجتمع... واسطة ..!!

مجتــمـــــع
الأحد25-3-2012
منال السمّاك

أداة قديمة .. جديدة .. هي مفتاح سحري لفتح الأبواب المغلقة و القفز فوق الحواجز القوانين و التغلب على البيروقراطية و الروتين الإداري ، بعضهم و لشدة إيمانهم بمفعولها سموها فيتامين

«واو » الضروري لجريان الدم في عروق الكثير من مفاصل حياتنا اليومية تسهيلاً و تيسيراً ، إنها الواسطة التي كانت و مازالت داء يفتك بجذور المجتمع ، جُناتها كثر و ضحاياها أكثر ، و النتيجة عدم تكافؤ للفرص و هدر للحقوق وانتشار للفساد و موت للضمير .‏

هل تعرف واسطة ؟ سؤال يتردد بين الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية و الاجتماعية، و لأن صاحب الحاجة أرعن و الغريق يتعلق بقشة، فإنه يدق أبواب الأصدقاء و المعارف عسى أن يوفق بمن يرشده لصاحب حظوة و سطوة أو شخص مدعوم و يده « طايلة » سواء في الدوائر الحكومية لتسهيل معاملة و تجاوز الدور ، أو للحصول على خدمة مميزة لن يتسنى الحصول عليها دون توصية خاصة من « عين» أو «سين».‏

كما أن الواسطة جزء لا يتجزأ من رحلة البحث عن فرصة عمل للكثير من شبابنا وورقة مهمة في الـ « سي في » ، فإلى جانب المؤهلات العلمية و الخبرة التي تغني الملف الشخصي وتزيد من رصيد طالب العمل فإنه بحاجة لرفده بـ« كرت » واسطة لزيادة فرصه بالنجاح بالمسابقة و اقتناص الغنيمة من فم غيره في زحمة المنافسة و قلة فرص العمل و ارتفاع نسبة البطالة ، والمسكين الذي لا حول و لا قوة له و ظهره غير مسنود ما عليه إلا أن يسلم بقضاء الله و قدره و انتظار فرصة قد تأتي أو لا تأتي، لتسيطر عليه مشاعر الإحباط و اليأس و عدم جدوى المحاولة من جديد .‏

الواسطة أو المحسوبية .. هي مرض اجتماعي تغلغل و استشرى داخل قناعات الكثيرين ، وآخرون رغم ترفعهم عن اللف و الدوران في متاهات ملتوية وجدوا أنفسهم منساقين كي لا تصبح حقوقهم مشروعة لغيرهم من غير أصحاب الحقوق و المؤهلات و الكفاءات ، و هناك من آلَ على نفسه أن يلتزم مبادئه و يدأب لإقناع الآخرين بأن الواسطة مرض لابد من مكافحته بكل المضادات من قيم و ضمير حي و أخلاق ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية