ذلك للمتفوق امتيازا عن رفاقه وزملائه في المدرسة او الجامعة او في مكان العمل .. تعريف التفوق الدراسي وكيف نوفر شروطه وماهو دور الأسرة والمعلم في تحقيقه كان محور لقائنا بالدكتور يعرب نبهان الأستاذ في كلية التربية بجامعة دمشق .
تعريفه ..
الدكتور يعرب نبهان أوضح من جانبه أن التفوق الدراسي هو بلوغ المرء مستويات عالية من العلم والمعرفة ، وهو مفهوم نفسي تربوي اجتماعي ، مضيفا انه يجب عدم تعريف التفوق من زاوية واحدة بل وجوب الاعتماد على أكثر من جانب و معيار لتعريفه كالذكاء والتحصيل وآراء المدرسين وسجلات المدرسة واختبار القدرات الخاصة والقدرات الابتكارية وما إلى ذلك ، كما انه لايمكن تعريفه بشكل شمولي فالتلميذ الذي استطاع أن يتفوق ويصل إلى مستويات عالية في احد المجالات والمواد الادبية أو الفنية أو الاجتماعية يعتبر متفوقا حتى وان لم يتفوق في بقية المجالات والمواد الأخرى لان محك التفوق هو الامتياز في التحصيل في أي ميدان من الميادين.
أثر المادة الدراسية ..
وعن طبيعة المادة الدراسية وأثرها في التفوق الدراسي أكد نبهان أن المادة الدراسية تشكل احد العوامل الاساسية التي تؤثر على عملية تخطيط الجدول الدراسي الذي يقتضي أن تحدد مستوى صعوبة المادة عند التخطيط لوضع الجدول الدراسي وعلى التلميذ أن يسال نفسه قبل أن يضع جدول الدراسة كم عدد الساعات التي يحتاجها أو التي يتطلبها في دراسة المواد الصعبة والتي تختلف من مقرر إلى آخر ، كأن تكون هذه المادة نظرية بحتة او علمية او ادبية او تحتوي جانبا تطبيقيا ، هذا بالاضافة الى انه يتوجب على المعلم ان يحاول شرح وتبسيط المواد الدراسية لتلاميذه بالشكل الامثل دون تسطيح كما انه يتوجب عليه ان يحببهم فيها، فكلما كانت المواد الدراسية محبوبة وواضحة من قبل التلميذ كلما كان اقدر وانجح على التفوق والإبداع.
دور الأسرة ..
وعن دور الأسرة في التفوق الدراسي بين نبهان ان الأسرة تلعب دورا كبيرا في التأثير الايجابي والسلبي على الأبناء كونها تعد الخلية الاجتماعية الأولى التي يحتك فيها الطفل ويتفاعل معها تأثرا وتأثيرا ويتلقى منها الكثير من سلوكياته وأفكاره ويصبح لديه مشاعر حب واحترام لأفرادها ويتقمص في كثير من الأحيان آراء والديه او احدهما،مشيرا في الوقت ذاته الى عدة طرق ووسائل يتوجب على الوالدين اتباعها لمساعدة أبنائهم في الوصول إلى مرحلة التفوق أهمها إيجاد مكان هادئ يستذكر الطالب من خلاله دروسه وتوفير الوقت المناسب للدراسة هذا بالإضافة الى تحدث الأهل بايجابية عن الواجبات المدرسية وعن المدرسة وعن التعليم بصفة عامة ، وان يظهر الأهل اهتماما بما يتعلمه التلميذ وذلك بطرح الأسئلة الخفيفة ومساعدته في تطبيق ما تعلمه في حياته العادية والإشراف عليه أثناء أدائه لواجباته المدرسية وتشجيعه على القراءة والاطلاع وزيارة المكتبات وإهدائه الكتب في المناسبات ، كما انه يتوجب على الأهل مراجعة المدرسة والاطلاع من المعلم على احوال ابنهم الدراسية ، والبحث مع المدرسة في أسباب تدني مستوى تحصيله الدراسي في حال كان متراجعا دراسيا و سلوكيا ، هذا بالإضافة الى تجنب الاباء مقارنة درجات ابنهم مع درجات التلاميذ الاخرين كي لا تحبط معنوياته او تثبط عزائمه بل الوقوف لجانبه وتجنب الضغط عليه من اجل الدراسة عندما يكون غير مهيأ نفسيا وذلك حتى لاتخلق لديه عقدة من الدراسة .
وبين نبهان ان معظم الدراسات التربوية التي أجريت بهدف التعرف على علاقة المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأسرة بالتحصيل والتفوق أثبتت ان نسبة جيدة من المتفوقين ينتمون إلى مستويات مرتفعة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا لان المناخ الأسري الثقافي المرتفع يؤثر في تكوين الشخصية العلمية ، موضحا ان المدرسة بما لديها من إمكانيات تربوية وخبرات تعليمية تلعب في كثير من الأحيان دورا هاما في تنمية بذور التفوق من خلال تشجيعها التلاميذ على ممارسات عمليات التفكير والإبداع ، كما يلعب المعلمون دورا كبيرا في تفوق التلاميذ من خلال اتباعهم للطرق غير التقليدية التي تشجع التلاميذ على الحوار والمناقشة وتبادل وجهات النظر المتعارضة عبر استخدام اكثر من كتاب مايشجع التلاميذ على البحث والقراءة والاستطلاع وان لاينسى المعلم مكافأة التلاميذ المتفوقين باستمرار.
دور المعلم ..
وعن دور المعلمين في تطويع وتبسيط الكتب والمناهج للتلاميذ بين نبهان ان التقريب بين التلميذ وكتبه ومواده الدراسية من شأنها ان تحفز التلميذ على العطاء والتفوق أكثر ، مضيفا أن وضع خطة دائمة ومتجددة لتطوير وتدريس المناهج وإلقاء الدروس بطرق مناسبة وضرب الأمثلة المتنوعة للتلاميذ من اجل توضيح المفاهيم المجردة من شأنها أيضا مواجهة حالات التخلف والعجز الدراسي عند بعض التلاميذ .
وفيما يتعلق بأهمية التجهيزات التقنية المدرسية في نجاح التلاميذ أشار نبهان الى الدور الايجابي للتجهيزات التقنية والعلمية الموجودة في المدرسة التي من شانها ان تسهم إسهاما مهما وايجابيا في رفع المستوى الدراسي للطلاب والتلاميذ كما أنها تدخل بصورة جدية ضمن تلك العوامل التي تؤدي الى التفوق الدراسي في كثير من الاحيان ، كأن نفترض وجود المعلم الجيد الذي يستخدم أفضل الطرق والأساليب والاستراتيجيات التربوية من اجل أن يكون درسه نموذجيا لكن بغياب بعض التجهيزات التقنية الهامة كعدم وجود مدفأة في ظل شتاء قارس او ان يكون زجاج النوافذ مكسوراً والجدران مشوهة والسبورة غير مطلية وتصدر صوتا أثناء الكتابة الأمر الذي يشوش على التلاميذ ويشغلهم عن الانتباه الى المعلم والدروس .