في الحياة الحرة الكريمة ويقولوا للعالم أجمع إننا السوريون يدٌ واحدة في وجه كل من يعبث بأمن الوطن وأمانته لأنه خط أحمر لن نسمح لأحد أن يتخطاه وبنفس الوقت تعبير منهم عن حبهم للوطن وقائده ورفضهم المطلق لكل محاولات التدخل الخارجي واستنكارهم الشديد لكل المواقف العربية المتآمرة والمتخاذلة على سورية من أجل كسر إرادة صمود شعبها وقيادته المقاومة والممانعة التي تنتهجها كمبدأ لا يجوز المساومة عليه، من أجل هذا أتى الرد سريعاً كالبرق من قبل دعاة الحرية ومتشدقيها حيث قام هؤلاء بعملين إرهابيين أدميا مدينة الياسمين منذ ساعات الصباح الباكر لتستيقظ دمشق العروبة على بحر من الدماء الزكية والبريئة التي أزهقت كعربون وفاء لفكر تكفيري قاتل لا يحلل ولا يحرم، اتخذ من الدماء وسيلة لتحقيق نهجه الظلامي المجرم إرضاءً للغرب والصهاينه وبعض الكيانات العربية الداعمة له بالمال، معبرين بذلك عن حقدهم في استهداف السوريين في قيمهم ومبادئهم وأمنهم وأمانهم وعقيدتهم التي تعتبر الشهادة حقاً تقتح أمامنا أبواب الرحمة والخلاص الروحي، لأننا نجد أن التسليم بقضاء الله وقدره طمأنينة الإيمان نتفهم بذلك حكمة الخالق في الموت والحياة فشهداؤنا اليوم هم من يعتلون سلم القيم لأنهم استطاعوا أن يؤسسوا لحياة أخرى أنقى وأجمل وستبقى أرواحهم حرة طليقة نستلهم منها العزة والفخار والتضحية فهي معنا دائماً تسمعنا وترانا وتعلمنا دروساً في الشهادة.
نعم لم يعد خافياً على أحد أن الأحداث التي نعيشها اليوم هي عبارة عن كسر الأطر الاجتماعية بمفاهيمها المختلفة من أجل انتزاع روح المقاومة عن نفوس الشباب التي تم التركيز عليها واستهداف آخر قلعة من قلاع العروبة لزعزعة الاستقرار فيها وصرفها عن ثوابتها الوطنية والقومية الرافضة لكل مشاريع الهيمنة والتقسيم التي تحيكها الدول الاستعمارية للمنطقة تمهيداً للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ونهب ثرواته لحل الأزمات السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية التي تعاني منها الدول الغربية وبعض الأنظمة والكيانات العربية المتواطئة والمتورطة بهذا المشروع التي أرادت من خلاله تصدير تلك الأزمات ولو مؤقتاً على حساب دماء أبناء جلدتهم في مكان آخر، الأمر الذي سينعكس سلباً على حياة شعوب المنطقة وتواصلهم وخلق صراعات طائفية وعشائرية ستؤدي بالنتيجة الحتمية إلى حروب أهلية قد تستمر طويلاً بين أبناء الدين الواحد والجغرافية الواحدة التي تنضوي تحت لواء العروبة والإسلام بالإضافة إلى إقامة أنظمة مسلوبة القرار والإرادة تعطي كل شيء مقابل لا شيء ومما لا شك فيه أنه ومنذ سنوات وخططهم تقوم على تفكيك المجتمع العربي بأسره وبث روح الفرقة والعداء بين أبنائه عن طريق وسائل الإعلام العربية وبكل أسف المجندة لهذا الخصوص.
ليسهل بذلك السيطرة على العقول ولحرف مركزية الصراع مع إسرائيل إلى صراعات جانبية تحت عناوين مختلفة: فارسي عربي مؤيد معارض أو تحت عناوين مذهبية مختلفة تبرز حين الضرورة وتحرك من خلال أدوات تابعة لهم بحيث يصبح الصراع مع إسرائيل وأعداء الأمة الداعمة لها ثانوياً والصراعات الجانبية هي المركزية ليغرق العالم العربي دون استثناء وبكل مكوناته في بحر من الدماء إرضاءً للكيان الصهيوني المهزوم ولبعض الأنظمة العربية المهترئة.
ففي سورية يختلف الوضع كثيراً فقد أخطؤوا بالصميم من خلال دعمهم لبعض الجماعات بالمال والسلاح وأجهزة التواصل الحديثة لإراقة المزيد من الدماء خدمة مجانية لأسيادهم متناسين في الوقت نفسه أن المجتمع السوري بكل فئاته يقف لهم بالمرصاد وأن له أيضاً أصدقاء كثراً ولاعبين مهمين في الساحة الدولية حيث تجلى ذلك واضحاً في الفيتو المزدوج في مجلس الأمن الدولي والتنديد العلني والصريح بمؤتمر(أصدقاء سورية) الذي عقد في تونس، هذا الموقف سيخلق حالة من التوازن الدولي في العالم تسقط فيه أحاديث القطب الواحد التي لا تبدو مترددة في مواجهة بعضها البعض على الساحة السورية لأنها عين العاصفة، فاللعبة بين الدول الكبرى بلغت مرحلة حرجة والمواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا أخذت أبعاداً واضحة تجلت في التصدي العلني والصريح لسياسات الغرب المتغطرس الذي بدأ يتسلل من تحت ستار المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والحريات الزائفة التي ستؤدي إلى المزيد من الفوضى الهدامة في بلدنا والمنطقة برمتها وخلق أوضاع ستتمخض في النهاية عن كوارث إنسانية في حال قامت أي دولة كبرى بمحاولة التدخل في شؤون دولة أخرى، أو فرض تغيير نظامها عبر تدخل خارجي كما حدث في العراق وليبيا.
لكننا نحن السوريين لن نسمح لأي أحد كان بالمساس بوحدتنا وتآخينا لأن شعارنا الوحيد هو النصر أو الشهادة ولا وجود للاستسلام ورفع الراية في قاموسنا الوطني، واخترنا الصمود والمواجهة والاستمرار في مسيرة الإصلاح الشامل كخيار استراتيجي يعبر عن تطلعاتنا في صياغة مستقبل واعد ينعم بالأمن والاستقرار.