تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عـيــــد الـنّـــــوروز .... احتفــاء بالطبيعــة والربيــع وتفتـح الزهــور

مجتــمـــــع
الأحد25-3-2012
وصال سلوم

لأننا في سورية لوحة بشرية متلونة ومتكاملة كلها يتغنى بجزئياته التي تلونه بالعز والرفعة ليتشكل الوطن السوري بكامل أطيافه وألوانه..

ولأننا ومنذ استدارة الكون و خَلق الانسان كان يبحث بين طقوس عبادته عن احتفال .. احتفال يتقرب فيه من نفسه ومن خالقه حتى اصبحت الاعياد رمزا وموروثا ينتقل مع ومن الاجيال ليختلف في بعض الجزئيات ويتشابه بقيم الحب والبقاء ..‏

ولأن الربيع من اكثر الفصول اثارة للتغني والاحتفال بالجمال كانت المناسبات فيه تكثر وتتلون لتكون الاعياد عنوانه ولون فرحه لا بل اصبح يشكل بداية عام جديد وروزنامة شمسية كما هو الحال في النوروز الذي هو عيد الربيع والتواصل الاجتماعي والفرح والاندماج بالطبيعة والذي يقول فيه ابو ريحان البيروني : "النوروز هو اليوم الأول من شهر (فروردين) وهو جنين السنة الجديدة واليوم السادس من هذا الشهر هو النوروز. أما في اعتقاد الفرس فهو بأن العالم والحياة وجدا في هذا اليوم وبدأت الخلقة..‏

ومعنى النوروز: هو معرب كلمة النوروز التي تعني في اللغتين الفارسية والكردية اليوم الجديدوهي مركبة من لفظين: أولهما (نِ) بكسر النون أي الجديد، وثانيهما (روز) أي اليوم. فكلمة النيروز في اللغتين الفارسية والكردية تأتي بمعنى (اليوم الجديد). وأمااصطلاحاً فيطلق على عيد رأس السنة الفارسية الذي يقع في اليوم الأول من شهر فروردين الموافق 21 آذار مارس أول فصل الربيع. ويعتقد الفرس بأن النوروز هو أول يوم في الزمان، وبه يبدأ الفلك في الدوران.‏

التسمية القديمة للنوروز :نوروج وتعني يوم جديد (( نو: جديد /اللفظ قريب من نيو – روج : يوم )) .‏

وهذا العام الذي يبدأ يوم الأربعاء 21/3/2012 سيكون عام 1390 هجري شمسي.‏

عيد النوروز‏

ترتبط الكثير من الأعياد بالتراث ، وتحافظ على طقوسها الاحتفالية ، وتشكل محطة للتواصل الاجتماعي والتعبير عن الفرح والبهجة بهذه المناسبات التي تتجدد عاماً بعد آخر ومن هذه الأعياد عيد النوروز (اليوم الجديد) ... هو عيد موغل في القدم يحتفي الناس فيه (شعوب المنطقة عامة والأكراد خاصة ) بالسلام و الربيع و المحبة و الانتصار على الظلم منذ ما يزيد على 4 آلاف عام . ويشكل بداية السنة الايرانية الجديدة وفقا للتاريخ الهجري الشمسي المعمول به في الجمهورية الاسلامية الإيرانية.‏

وعيد النوروز له عادات وتقاليد ضمن منظومة المخزون التاريخي والفلكلوري الخاص بكل منطقة جغرافية.. حيث الافراح والولائم ومائدة مفتوحة ولمة أهل واقارب وصلة رحم. وعيد النوروز يتعدى حدود ايران الجغرافية الى العراق وتركيا وسورية , حتى شعوب منطقة اسيا الوسطى مرورا بافغانستان.‏

ومن الطقوس التي يقوم فيها الأكراد السوريون بالاحتفال بعيد النوروز الخروج إلى الطبيعة والتجمع مع الاهل والاصدقاء وكثيرا ما يضم الاحتفال زواج العديد من الشباب والشابات بأعراس جماعية وإحياء الفلكلور و الرقصات والدبكات الكردية، ويشكل إشعال النار السمة المميزة للعيد تيمنا بنار القصة الاسطورية لكاوه الحداد التي تقول ((بأنه كان هناك ملك آشوري قد لُعن هو ومملكته لظلمه الشديد حتى أن الشمس رفضت الشروق وكان من المستحيل نمو أي غذاء، ومن لعنة الملك أنه كانت لديه أفعتان على كتفه فكلما جاعتا شعر بألم شديد ولا ترضيان طعاما إلا أدمغة الأطفال! فكان يقتل طفلين من القرى المحلية كل يوم.‏

الحدّاد كاواه كان قد فقد 15 طفلا من أطفاله ال 16 لإرضاء أفاعي الملك ولعنته. وعندما وصله الخبر بأن آخر أطفاله وهي ابنته الصغيرة سوف تُقتل قرر انقاذها بأن يضحي بخروف ويعطي دماغ الخروف للملك ويقوم بتخبئة ابنته وعندما علم أهل القرى أن خدعة كاواه نجحت بدؤوا بتطبيقها وارسال أطفالهم إلى الجبال مع كاواه. بعد مدة من الزمن صار عدد الأطفال مع كاواه عظيما فشكل من الأطفال جيشا ونزل من الجبال واقتحموا القلعة وقام كاواه بقتل الملك بيده، ولايصال البشرى للأهالي قام كاوا بايقاد نار عظيمة في مشعل كبير جدا فأضاءت السماء وأشرقت الشمس من جديد وأزهرت الأرض، وكان يوم النوروز ))‏

معاني العيد في عيونهم‏

عن معاني العيد وطقوس الاحتفال لدى الأكراد السوريين أخوتنا في الوطن كان لنا اللقاءات التالية :‏

نجاح ظاظا “مدرسة قومية”: النوروز عيد تاريخي إنساني اجتماعي له بعده الحضاري ومرتبط بشكل عام مع بدء حياة الربيع والطبيعة والاحتفال بها وهو سيران للفرح نذهب قبل يوم إلى مكان الاحتفال ونخيم فيه ونوقد النار ونحضر طعاما خاصا بالعيد  كالدولمة وهي عبارة عن : (الرز مع اللحم بأوراق العنب) والبرياني وهو الرز مع اللحم و البعض يحضر المشاوي أو المقالي حسب قدرته المالية .‏

رامي شيخو “مصور صحفي” : يترافق النوروز مع عيد الأم لذلك نقول لكل أمهات أبناء الوطن كل عام وأنتن بخير، عن طقوس العيد أضاف تتجلى احتفالية النوروز بالدبكات الفلكلورية (شيخاني ـ هورزي ـ كرمنجي ـ باكيه) والمسابقات و العروض المسرحية الفلكلورية التاريخية التي تحكي قصة كاواه وقصصاً عن تاريخ الأكراد .‏

نزار الأيوبي : إيجابيات العيد تتجلى في كونه عيداً إنسانياً واجتماعياً له بعده الحضاري ومرتبط بشكل عام مع إحياء الطبيعة والاحتفال بها، ولعل استمراريته حتى الآن وإحياءه من قبل شعوب المنطقة يدل على أصالة هذا العيد وعدم ارتباطه بالحالة السياسية والقومية.. فهو مرتبط بالطبيعة والبيئة والحياة والحب.. ولهذا فشعوب الشرق يجب أن تفخر بهذا العيد.‏

شهيرة خلو : عيد النوروز عيد للسلام والربيع والمحبة وتفتح الزهور.. وفيه يتواصل الأهل والأقارب سورية تشبه بستان الورود بتنوع مكوناتها الاجتماعية والثقافية، وتتمنى أن يتحول هذا اليوم إلى عيد يحتفل به الشعب بكافة ألوانه.‏‏

يولا يونس “طالبة جامعية” : من طقوس العيد التجمع بأماكن محددة في محافظة الحسكة منها حليق و كشيك و لبس الألوان الفاقعة (أخضر وأصفر و أحمر).، و نحن كجزء من نسيج وسكان سورية نمارس احتفالاتنا بالعيد بكل حرية.‏‏

لاوند ميقري “مهندس:” النوروز عبارة عن عام جديد ومحطة للقاءات والاحتفالات والتواصل، فسورية بلد الجميع.. بغناها الثقافي والاجتماعي المميز، ونحن كأي مواطن لا توجد أي منغصات تحول دون العيش الكريم والتآلف مع هذا النسيج الرائع.‏‏

شذا متيني : إن النوروز هو عيد لصفاء النفوس تتجلى فيه مظاهر الفرح والمحبة والبهجة، وهو مناسبة قومية نمارس فيه كافة الطقوس الاحتفالية من أهازيج وأغان وأفراح وتهان إضافة لعروض مسرحية تاريخية ، وهو يرمز إلى ولادة الربيع .. متمنين لسورية وقائدها المزيد من الأمن والأمان .‏‏

سالي البرازي : نحن نفخر بأننا موجودون هنا، والسوريون الأكراد جزء لايتجزأ من النسيج السوري المتماسك وبصماتهم واضحة جليّة في كتابة تاريخ وحاضر ومستقبل هذا الوطن، وأتمنى أن يعم الخير والأمان على الجميع وأن تكون أيامنا كلها أعياد في ظل القيادة الحكيمة لسورية.‏‏

سردست شلش : يتحدث عن طقوس العيد بقوله :يقوم المحتفلون بارتداء ( كراس وخفتان) الزي الكردي التقليدي الفضفاض ويحملون المشاعل للصعود بها إلى للمناطق العالية لإشعال النار وبعدها ينزل الجميع ليجدوا حشودا في انتظارهم لإيقاد الشعلة الكبرى وسط إطلاق الأسهم النارية والرقصات الفولكلورية.‏

شفان محمد “محامي" : أحب أن أبتدىء مع نفسي ومع الآخرين صفحة جديدة كلها بياض ونقاء، مشيرا إلى أن العيد هبة ربانية يجلب السرور ويشرح الصدور ، نحتفل به لأنه يعني البداية وما أجمل البدايات ، فهو انتصار الحق على الباطل، النوروز يعلمنا ألا نكون خانعين يعلمنا دروسا في المقاومة وحب الوطن‏

ونحن بدورنا نقول : تبقى الأعياد مناسبة للتواصل الاجتماعي والتضامن والتعبير عن الألفة والمحبة والفرح والتأكيد على أن نور البهجة وإشعاع الحياة ونبضها أبقى من همجية ما يحيكه خفافيش الظلام لوطننا في العتمة، وتبقى سورية نابضة بالحياة والألق رغم أنف الحاقدين‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية