وأطاع الثعلب أمر النمر وذهب إلى الغابة المجاورة للبحث عن الغزال حتى وجده يرقص مرحاً فأخذ يحييه بمعسول الكلام وقال له: عندي لك أنباء طيبة أنت تعلم أن النمر مريض وعلى وشك الوفاة وهو بحاجة للعطف والحنان ولرؤية جميع الحيوانات قبل موته فذهب الغزال مع الثعلب إلى الكهف لرؤية النمر المريض وما أن شاهده النمر حتى انقض عليه لكنه لم ينجح إلا في قطع أذنه فقط لأن الغزال أسرع بالفرار إلى الغابة فضرب الثعلب بقدمه في يأس وحسرة على جهوده التي ضاعت سدى وراح النمر يئن وجعاً من الجوع وطلب مرة أخرى من الثعلب أن يجلب له الغزال وأخذ الثعلب يفكر بلعبة أخرى لجلب الغزال للنمر فرآه مرة أخرى في الغابة فقال له الغزال أنت مرة أخرى أيها الماكر جئت لتوقع بي إذا اقتربت مني فسوف تدفع حياتك ثمناً لذلك فقال له الثعلب: هل أنت جبان يائس عندما أمسك النمر بأذنك أراد أن يعطيك نصيحة قبل أن يموت فتعال معي ولاتخشى شيئاً وكن حليماً وأقسم لك بأن النمر لن يؤذيك مرة أخرى فذهب الغزال معه إلى الكهف لرؤية النمر وما إن دخلا الكهف حتى هجم عليه النمر ومزقه تمزيقاً وجعل منه وجبة شهية وأكل لحمه وعظامه والثعلب واقف يشاهد وقام الثعلب بأكل مخ الغزال وراح النمر يفتش عنه في جميع الأشلاء قال له الثعلب: عليك أن تكف عن البحث فالواقع أنه كان دون مخ وأي مخ هذا الذي تتوقعه من مخلوق يأتي إلى عدوه مرتين ولتطوله مخالبه.‏