«البابا شنودة الثالث».. أثرى الحياة الأدبية والدينية والصحفية
فضاءات ثقافية الأحد25-3-2012 «نظير جيد روفائيل».. اسم لايعرفه الكثيرون، بقدر ما يعرفون البابا شنودة الثالث، الذي سلك طريق الرهبنة عام 1954، ورحل عن عالمنا، مساء السبت الماضي، عن عمرٍ يناهز التاسعة والثمانين،
بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض. ظل «روفائيل» أو البابا شنودة محباً للقراءة والكتابة معاً، فنظم العديد من القصائد الشعرية، وأشبع موهبته ورغبته في الكتابة حينما سلك طريق الصحافة فبدأ محرراً، ثم رئيساً لتحرير مجلة «مدارس الآحاد».
بدأت حكايته مع الشعر من كتاب «أهدى سبيل إلى عِلمي الخليل» لمحمود مصطفى وهو من الكتب القديمة في الشعر، والذي تعلم منه البحور والقوافي ونظم الشعر، حيث تحولت قصائده التي كتبها في فترة الدراسة عن مواقف واحتفالات مختلفة إلى قصائد روحية وأشعار دينية بعد سلوكه درب الرهبنة وتم تلحين بعضها، وأصبحت ترانيم شهيرة، كما نظم البابا شنودة ما يقارب 47 قصيدة، وكان من أشعاره الأولى عام 1946 قصيدة ذلك الثوب، وغريب، وأبواب الجحيم، وفي عام 1947 قصيدة أبطال، أما في السنوات الأخيرة من حياته التي تزامنت مع مرضه كتب عدة قصائد عام 2008 منها: أحبك يا رب في خلوتي، وحُرِمت الجبال، ويا إلهي.
ملكة الكتابة لم تتوقف عند البابا شنودة بنظم القصائد والأشعار، فكان التحاقه بالدير فرصة كبيرة ليبدأ في تأليف العديد من الكتب الروحية والدينية تنوعت بين كتب عن شخصيات من التاريخ الكنسي مثل كتاب تأملات في حياة القديس أنطونيوس، كما تناول شخصيات من الكتاب المقدس في كتابته مثل كتابه عن السيدة مريم العذراء، وكتاب أيوب الصديق ولماذا كانت تجربته؟ وكتاب تأملات في حياة القديسين يعقوب ويوسف، ولم تقف كتب البابا شنودة عند الدراسات الدينية واللاهوتية، فكتب القصة أيضاً مثل «جلسة صاخبة في جامعة سلطان الظلام».
كانت إسهامات البابا شنودة للمكتبة العربية وخاصة في مجال الكتب الدينية جانباً مهماً من حياته التي أثرى بها المكتبة العربية، والتي بدأها بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، ثم تابعها بدراسة اللاهوت القبطي، وانتهاء بتدرجه في السلك الكنسي وصولاً إلى تنصيبه بطريرك الكرازة المرقسية والأب الروحي للكنيسة المصرية، لتنتهي رحلته الدينية والروحية بعد صراع طويل مع المرض وعطاء طويل في خدمة المسيحيين والكنيسة.
|