وأشار لافروف في كلمة أمام الدورة الـ 43 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف أمس إلى أن بعض الدول تدعم الإرهابيين لتنفيذ أجنداتها الخاصة كما هو الحال في محافظة إدلب، مشددا على ضرورة القضاء على الإرهاب فيها، واعتبر النصائح حول إمكانية التوصل إلى هدنة مع الإرهابيين في إدلب استسلاما للإرهابيين، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال لا تعتبر اهتماما بحقوق الإنسان و «لكنها استسلام للإرهابيين أو حتى تشجيع لأنشطتهم» وهو انتهاك صارخ للاتفاقيات والقرارات الدولية لمجلس الأمن الدولي.
وقال لافروف في هذا الصدد: موقف بعض الزملاء اليوم تطغى عليه الرغبة في تبرير فظائع التنظيمات الإرهابية والحديث عن هدنة مع الإرهابيين في إدلب لا يمثل حرصا على حقوق الإنسان بل هو دعم لهم في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي» مؤكدا أنه على المجتمع الدولي محاربة الإرهاب أينما وجد لأنه يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في العالم.
ولفت لافروف إلى أن انتشار الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتدخل الناتو في ليبيا أدى إلى أزمة هجرة وعلى أوروبا العمل على التخلص من الأسباب التي أدت إلى ذلك عبر إيجاد حلول سياسية للأزمات الدولية على أساس الحوار والالتزام بميثاق الأمم المتحدة لا عن طريق استخدام شعارات حقوق الإنسان في الألعاب السياسية.
وشدد لافروف على ضرورة بناء العلاقات الدولية على أساس التعاون والاحترام المتبادل والتخلي عن سياسة المعايير المزدوجة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
وكان لافروف قد أكد أول أمس أن إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية ينتشرون في إدلب ويستهدفون المدنيين في المناطق المجاورة ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، مشددا على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي والقضاء عليهم في إدلب وفي أي مكان يتواجدون فيه.
وأعرب لافروف عن قلقه من دعم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي لتحقيق أجنداتهم الجيوسياسية في سورية.
وفي سياق متصل أكد ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى غينادي غاتيلوف أن تفاقم الوضع في محافظة إدلب هو نتيجة مباشرة لـ «الاستفزازات» التي ينفذها الإرهابيون هناك.
وقال غاتيلوف في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية أمس إن «عملية مكافحة الإرهاب في سورية تنفذها حكومتها الشرعية بما يتفق وقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات الأخرى، موضحا أن أولئك الذين يحاولون «المقايضة» بشأن هذا الموضوع ويهددون بعرقلة العملية السياسية لأن الدولة السورية تفرض سيطرتها على أراضيها بشكل شرعي ربما ليسوا مهتمين كثيرا بنجاح عمل لجنة مناقشة الدستور.
وبين غاتيلوف أنه تتم مناقشة الوضع في إدلب على مختلف المستويات وقال: لكننا ما زلنا لا نرى أي صلة مباشرة بين العملية السياسية والوضع هناك كما يحاول بعض شركائنا الإيحاء حيث يتحجــجون بأنه لن تكون هناك عملية ســـــياسية حتى يتـــم حل مشكلة إدلب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد خلال اتصال هاتفي مؤخرا مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة سورية وسلامة أراضيها معــــربا عن قلقه البــــالغ إزاء استمرار اعتداءات الإرهابيين في محافظة إدلب فيما حذرت وزارة الخارجية الروسية النظام التركي من مغبة دعم اعتداءات الإرهابيين في إدلب والاستمرار في إطلاق التصريحات الاستفزازية حول الوضع فيها.