وأمام التطورات الميدانية المتسارعة تحاول منظومة العدوان عبثاً ضبط إيقاع الميدان وفقاً لمصلحة أدواتها الإرهابية، علها تنقذ ما تبقى من مشروعها المتهاوي، ويستميت الوكيل العثماني لتحقيق هذا الوهم، إلى درجة المجاهرة العلنية بأنه هو من يقود الحرب الإرهابية على سورية ولن يتوقف، وهذا ما يفسره مشهد التهديد والوعيد، وإرسال المزيد من القوات التركية المحتلة لمواجهة الجيش وعرقلة تقدمه على محاور القتال.
أردوغان المخدوع بمشغليه، يريد إبقاء إدلب بؤرة دائمة لإرهابييه، وهذا ما ترفضه بشكل قاطع الدولة السورية، والجانب الروسي أيضاً، وظهر ذلك بكل وضوح خلال الاجتماعات الأخيرة بين الجانبين الروسي والتركي، حيث لم تنفع كل الإغراءات الميدانية التي قدمها المجرم أردوغان، مقابل ترك إدلب المدينة بمنأي عن المعارك التحريرية للجيش العربي السوري، الأمر الذي دفع بالسفاح العثماني للتمسك بحبال «الناتو»، وازداد تعلقه بتلك الحبال بعد الرفض الروسي المتكرر لعقد لقاء ثنائي بين الرئيس بوتين ورأس النظام التركي لبحث تطورات الأوضاع في إدلب.
الكيان الصهيوني الذي لم يغب لحظة واحدة عن مجريات الحرب الإرهابية على سورية، ظهر أنه أكثر حنقاً من شريكه العثماني لتقهقر إرهابيي «النصرة» في إدلب، بعد أن كان قد ساهم في علاج الآلاف منهم في مشافيه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فباتت عمليات التنسيق بين الجانبين تأخذ منحى متصاعداً، وهذا يتضح من خلال رفع وتيرة الاعتداءات على الأراضي السورية بالتزامن مع تهديد ووعيد أردوغان، والأكثر من ذلك بدأت تظهر التفجيرات الإرهابية المتنقلة في دمشق لإعطاء جرعات دعم ترفع معنويات إرهابيي «النصرة» التي تحاول أميركا والغرب نزع صفة الإرهاب عنهم، وهذا لا ينفصل بالمطلق عن حالة التنسيق الممنهج بين كافة أقطاب العدوان وأذرعهم الإرهابية، في محاولات عبثية لإعادة خلط الأوراق بهدف الابتزاز والضغط على الدولة السورية لثنيها عن مواصلة معركتها ضد الإرهاب وداعميه.
منظومة العدوان تلعب ورقتها الأخيرة اليوم، باللجوء إلى استخدام وتجريب كل وسائل الحماية للإرهابيين، باعتبارهم أوراقاً تفاوضيةً لا يمكنها الاستغناء عنها، والأدهى أنها تحاول ربط أي تقدم على المسار السياسي بتخلي سورية عن محاربة ما بقي من تنظيمات إرهابية، وتبييض صفحة تلك التنظيمات بإلباسها «ثوب الاعتدال» لتكون جزءا من أي حل سياسي قادم، ولكن كما فشلت تلك المنظومة بكل رهاناتها السابقة، ستفشل مجددا، بفضل صمود السوريين وتضحيات جيشهم البطل الذي سيقلب المعادلات الدولية، ويغير موازين القوى على الساحة العالمية عما قريب.