كان رسالة واضحة لمنظومة العدوان بأن الجيش العربي السوري بالمرصاد على الدوام لكل اعتداء، وبأنه كان وسيبقى العين الساهرة التي نذرت حياتها لحماية السوريين من كل شرك يتربص بهم براً أو جواً أو بحراً.
توقيت العدوان الإسرائيلي لم يكن عبثياً، وإنما يأتي في سياق المساعي المحمومة التي يبذلها أعداء سورية لعرقلة إنجازات بواسل الجيش العربي السوري، وانتصاراتهم المتلاحقة في الشمال السوري، التي أصابت أولئك الأعداء في مقتل، فاستغاثات أردوغان واستنجاده بالأميركي تارة، وبالناتو تارة أخرى للولوج إلى خط الأحداث الساخن ميدانياً، وإنقاذ إرهابيي الارتزاق، وصل فحيحها إلى آذان العدو الإسرائيلي الذي ترجمها على الأرض بحماقات عدوانية، وإن كانت قد لاقت مصير ما سبقها من اعتداءات غاشمة، حيث لم تحقق أياً من أهدافها.
سورية ماضية بانتصاراتها، رغم أنف المتربصين بها شراً والمعتدين، وهذا العدوان لن يزيد السوريين إلا صموداً وثباتاً والتفافاً حول جيشهم البطل، الذي قدم ولا يزال الغالي والنفيس من أجلهم، ومن أجل سورية حرة كريمة سيدة مستقلة لا تعرف ركوعاً أو هواناً.
أما العدو الإسرائيلي فيمكننا الجزم حياله بأنه سيستمر في نهجه العدواني هذا ولن يحيد عنه، فانتصار سورية وشعبها وجيشها في المعادلات الإقليمية والدولية يعني هزيمته وفناءه، بل وزواله عن الخريطة التي دُس فيها زوراً وبهتاناً وعدواناً.
على مواقيت حماة الديار يكتب النصر تلو النصر، وعلى هدير صيحاتهم التحريرية تنقلب كل الموازين، أما الإسرائيلي والتركي والأمريكي بتهديداتهم واعتداءاتهم فلا يمكن أن يرهبوا أحداً، فهم العابرون والسوريون هم الباقون.