تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغيــــــــــــــــرة ....حين تصيب الرجال..!!!

مجتمع
السبت 3-1-2009م
رويدة عفوف

رغم أنهم يحاولون جاهدين أن يبعدوا عن أنفسهم هذه الصفة .. إلا أن بعض الرجال تتملكهم الغيرة ، وتسيطر على حياتهم ، وتبدو في بعض الأحيان سلوكاً يحطم صاحبه ويربك حياته ... .

ولكن ممن يغارون ... وما هي الأسباب التي تدفعهم إلى هذا الوضع ..؟؟‏

يقول مصطفى : الغيرة الأهم في حياة الرجل ، هي غيرته على المرأة ، لأنها امتداد لإحساس الرجل بملكيته لها ، وهذه الملكية كما يدعي تجيز له وتعطيه الرخصة للتدخل في كل شاردة وواردة في حياة المرأة ، سواء كانت خطيبته أو زوجته أو أخته ، وأعتقد أن الغيرة في مستوى معين مقبولة ومرغوبة ، ولكنها في بعض الأحيان تتحول إلى حالة مرضية ترتد على الرجل ... وتسيء إليه قبل أن تسيء للمرأة .‏

أما أبوسعيد ، والمتزوج منذ ستة عشر عاماً ولديه ثلاثة أولاد ، فقد زين لنا أفعاله في ثوب من الرجولة والحرص والاهتمام ، فهو حريص على الاتصال تلفونياً بمنزله للتأكد من عودة الأولاد ، وسؤال زوجته عن احتياجاتها ، ويقول متفاخراً أن اتصالاته تتجاوز العشر مرات يومياً ، ويتابع :‏

أحب أن أطمئن على وجود زوجتي في المنزل ، وحين أعود أحاول معرفة تفاصيل يومها ، وأرفض أن تمتلك زوجتي هاتفاً جوالاً لأنها ربة منزل ، وعلاقتي مع الآخرين هي الواجبة ولا حاجة لزوجتي أن تتعامل مع أحد ، خاصة وأن الزمن تغير ولا بد للرجل أن يكون أكثر حرصاً بعد غياب الأمان والثقة وليس لأنني أغار على زوجتي ، وحتى إن كان ما أفعله يقع تحت عنوان الغيرة فهذا لا يهمني ...‏

ويشاركه الرأي أبو صالح الستيني الذي يصرح أنه مازال يغار على زوجته ... يقول :‏

أنا لم أتغير ولن أتغير ومازلت أغار على زوجتي ، إنها على اسمي ، ومن حقي أن اعرف كل شاردة وواردة في حياتها ، وغيرة الرجل شرعية ومتأصلة وهي جزء من رجولته والمرأة تسعد حين يغار الرجل عليها لأن هذا دليل محبة واهتمام ... اسألوا النساء ، هل تزعجهم غيرة رجالهم ، أم يؤسفهم وجود رجل لا يحس بالغيرة على امرأته .‏

ولكن هل تتوقف غيرة الرجل عند حدود المرأة ؟‏

يبدو أن الغيرة تأخذ أبعاداً أخرى فالأخ يغار من أخيه ، والزوج يستفزه مركز زوجته الوظيفي ويغار منها لا عليها ، وها هو طبيب ناجح يغار من أخيه البسيط ..يقول :‏

إنني أعيش حياة صعبة رغم توافر المال ، فزوجتي العصبية تدفعني للجنون ، وأقارن بينها وبين زوجة أخي البسيطة الهادئة والعاقلة والمتفهمة لوضع زوجها وإمكاناته المتواضعة ، إنني أحس بالغيرة من حياته المليئة بالحيوية والحب ، ولا أستطيع أن أكف عن التفكير بما أنا عليه وكيف هي حياتي ووضع أخي وكيف تسير حياته.‏

وتأخذ غيرة الرجل مسلكاً جديداً وهو الغيرة من الزوجة التي بدأت تأخذ وضعاً وظيفياً مرموقاً ، أو تتقاضى راتباً شهرياً أعلى من راتبه .‏

يقول أحمد ديب وبلا مواربة ، أن زوجته بدأت تثير غيرته بعد أن استلمت وظيفة مرموقة في مؤسستها خاصة عندما تبدأ التلفونات في المنزل دون انقطاع من نساء ورجال يعملون تحت إمرتها ، أو مسؤولين يبحثون معها أموراً مهمة على الهاتف ، ويضيف :‏

لقد تحول البيت إلى مكتب إداري ، ولا يمكنني إخفاء شعوري بالغيظ والغيرة خاصة عندما نكون جالسين نتحدث بموضوع ما .‏

أما سعيد شقرة ، فأكثر ما يجعله يتميز غيظاً حين يطلب أولاده النقود ، وتفتح زوجته محفظتها لتعطيهم ما يريدون فهي تتقاضى أجراً أكبر مما يحصل عليه لأنها تعمل في القطاع الخاص ويقول :‏

أقبض على نفسي وأنا أتشاجر معها وبعفوية لأنها تحاول دائماً أن تريني أنها أقدر مالياً ، ويحرجني هذا الوضع أحياناً ، ولكنني أشعر بالغيرة والغيظ ، وكرد فعل أطالبها بصرف مبالغ أكبر في المنزل ، إنها تتباهى وأنا أغار ، ويجب أن تدفع ثمن تباهيها ...‏

إذاً لغيرة الرجل أشكال وألوان ومسالك ودروب متعددة ، قد تبدو غيرته على المرأة أقواها وأشدها وضوحاً ... ولكن أنتم هل تغارون ، وما الذي يثير غيرتكم ...؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية