من هنا نستطيع تعريف الترف لأنه مجاوزة الحد في الاعتدال بالاستهلاك ، والترشيد فيه...
إلى المغالاة في كل شيء المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمعشر... وليس صحيحاً أبداً أن الترف قائم على- الغنى- فكم من غني بخيل يعيش حياة الحرمان بسبب بخله ، ويضيق على أسرته التي تعيش رغم غناه الفاحش، حياة البؤس والعوز بين الناس...
وبالعكس ..كم من فقير يحرص على الظهور بمظاهر الترف، ومجاراة الاغنياء ولو عن طريق القروض والديون والفوائد.. فيميل مثلاً إلى الاهتمام المبالغ فيه بالجسد وارتياد أسواق المستحضرات والعطور النفيسة... والتردد على أفخم المطاعم، مبدداًالأموال في سلوك مرضي مبني على التباغض والتحاسد بين الاقارن وكيد الأعداء. ومحاولة تقليد- المترفين- بالالتزام بحذافير صور معيشتهم ، ولو أدى ذلك إلى وقوفه على شفا حفرة من النار أو الانهيار..
ومن الاسباب التي تحض على اعتناق- الترف- منهجاً في الحياة...
طول الأمل، ونسيان الموت... والمحاكاة وحب التقليد ، والتأثر بسعار المجتمع الاستهلاكي إلى حد البطر، وسوء التربية وضعف التوجيه للأبناء، والحرص على غمرهم ببحبوحة من المال، ووفرة من النعم.. فالنفس ميالة لحب الشهوات وعشق الغنى...
مع ملاحظة ما يجر إليه الترف من أمراض اجتماعية تضر ببنية المجتمع، كالكبر ، والتباهي ،والتفاخر ،والعجف. وتجنب التواضع ولين الجانب فهو بذلك سبب رئيسي لفساد النفس والقلب...
ومن أهم ما يوجه إليه لعلاج مرض- الترف- في المجتمعات:
عدم تعويد النفس على الراحة والدعة والكسل وحرص الانسان على خدمة نفسه وأهله وترك الخدم.. والزهد في الدنيا والتقلل من زادها... النظر إلى من هو دونه في الدنيا ، ولا ينظر إلى من هو فوقه ، فيعرف نعمة ربه عليه ولايتحسر لأن جميع من في الدنيا عابرو سبيل...