هذا مايؤكده بالحقائق والوقائع الزميل ديب علي حسن في كتابه «موسوعة جرائم اليهود » الصادر عن دار التكوين.
ويرى المؤلف في كتابه أن حركة الصهيونية استطاعت أن تنجز الكثير مما تريده بقوة السلاح الموجه بروح الحقد والكراهية، وفي أحايين كثيرة كان القتل والتدمير أولاً .ومن ثم تأتي النصوص المسوغة لهذا العمل العدواني ومن يقرأ التوراة سيقف مذهولاً أمام الحقد والكراهية التي تملأ أسفارها وسيقرأ نصوص القتل والتدمير فاليهود هم: «شعب لا ينام حتى يأكل فريسته ويشرب دم القتلى »
وهم الذين يؤمرون بأن «اقتلوا كل ذكرٍ من الأطفال...»
وإذا كانت التوراة تقدم نصوص القتل والتدمير فإن التلمود يقدم المبررات لهذه النصوص المنفذة على أرض الواقع فاليهودي حسب التلمود : «من جوهر الله كما أن الولدمن جوهر أبيه ».أما الشعوب الأخرى فهي «مماثلة للحمير» وفي مكان آخر«غير اليهودي لا يختلف بشيء عن الخنزير البري ». وهؤلاء الآخرون هم الأعداء وهم الذين يصفهم التلمود بأنهم الأعداء.
وهكذا تمتزج التعاليم التوراتية والتلمودية بالايديولوجية الصهيونية والكيان الصهيوني لاغتصاب الأرض وممارسة العنصرية والوحشية بشقيها الديني والعلماني. كما رسخ كتبة التوراة أطماعهم وأحلامهم بسرقة الأرض العربية وقتل أصحابها الشرعيين وغرست في أتباعها «الإرهاب » وقتل العرب وغير اليهود ونشر الوحشية والعدوانية والعنصرية في عقولهم وعواطفهم وتربيتهم لتحقيق أطماعهم المادية. وبالتالي طبعت نفسية اليهودي بالوحشية والهمجية والمكر والخداع والكذب وحب المال بلا حدود وبلاقيود.
ويقوم مؤلف الكتاب بتقسيم جرائم اليهود إلى ثلاثة أنواع: جرائم موجهة ضد الأطفال وجرائم ضد رجال الدين وجرائم اجتماعية وسياسية لاتستثني أحدا.
أما الأطفال فهم القرابين البشرية المقدمة للإله يهوه، وقد جاء في دائرة المعارف اليهودية:« إذا كان هناك من أساس آخر من قبل الحكماء فهو حقيقة القرابين البشرية التي تقدم للإله يهوه، ملك الأمة والتي بوشر في تقديمها أواخر عهد الملكية اليهودية» ويسجل التاريخ أن ذلك قد نفذ على أرض الواقع ففي عام 1144م وجدت جثة طفل صغير عمره 12 سنة كانت ملقاة تحت شجرة ودمه مستنزف من جراح عديدة أيام الفصح اليهودي وقد تكررت هذه الحوادث في أنحاء مختلفة من بلدان أوروبا كفرنسا وبريطانيا وهنغاريا وايطاليا والمانيا وبولندا وروسيا. ولاننسى في هذا الإطار الجرائم الموجهة ضد رجال الدين المسيحيين وما جريمة ذبح الأب توما وخادمه ابراهيم عمار إلا واحدة من هذه الجرائم.
وبعد تأسيس الحركة الصهيونية بدأ العنف اليهودي يأخذطابعا جديداً ويوجه وجهة جديدة حيث اتسعت الشرائح المستهدفة فلم يعد الأطفال ورجال الدين وحدهم المستهدفين بل أصبح كل من لا يؤمن بمقولات شعب الله المختار وكل من لا يؤمن بالوعد الإلهي الذي بنوا عليه أساطيرهم. كل هؤلاء أضيفوا إلى القائمة وطبيعي أن يكون أبناء الأمة العربية في المقدمة. فاسرائيل التي قامت عام 1948 قامت على جماجم أبناء شعبنا من قتل وتشريد والمجزرة مازالت مستمرة ومتواصلة ولن تقف عند حد من الحدود. فقادة «الصهيونية » كانوا أكثر من واضحين من جابوتنسكي إلى بن غوريون فمناحيم بيغن، ومن تلاهم من حكام «اسرائيل» حيث رأوا أن فلسطين يجب أن تكون لليهود وينبغي استخدام كل الطرق لحمل العرب بالتدريج على الرحيل.. سوف نطرد العرب من فلسطين والأردن إلى صحاريهم .وسنقيم دولة يهودية على ضفاف الأردن أولاً وخارج حدود فلسطين بعد ذلك.
هذه الرؤى العدوانية التي يضيق المكان لسرد بعضها هي التي دفعت أحد معارضي اليهود إلى القول: إن الصوت اليهودي الجديد يتكلم من فوهات البنادق هذه هي التوراة الجديدة. هذه البنادق هي التي ارتكبت أكثر من ثلاثين ألف عمل عدواني بحق العرب.
وتتوالى المجازر كل شهر وكل عام فلم تبق قرية من القرى العربية إلا وصلت إليها نيران الحقد الصهيوني .
فما مجزرة الخليل والاقصى وقانا وبيت لحم وجالاوجنين وغيرها إلا محطات في المشروع الصهيوني العدواني الذي يستهدف ابادة البشر والحجر لإقامة دولتها التوراتية المزعومة.
ما أشبه اليوم بالأمس فكلاهما مجزرة مستمرة ويبدو أنها لم ولن تنتهي في المدى المنظور لقد وضع ريغان الرئيس الاميركي على مكتبه صورة طفل لبناني عمره ثلاثة أشهر بترت أطرافه وقيل إن هذه الصورة أثارته بعد أن نشرت في صحيفة الواشنطن بوست يوم 2/8/1982 ،ولكن الغريب أن ريغان لم يثر لأن السلاح الذي بتر قدمي الطفل الرضيع هو سلاح أميركي واليوم يقف الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش مؤيداً ايهوداولمرت وغير آبه بمئات الأطفال الذين فقدوا حياتهم وليس هذا فحسب بل إنه يبرر العدوان ويعطي الضوء الأخضر لاسرائيل لتستمر في ارتكاب مجازرها.
ويخلص المؤلف إلى القول: المجازر لا تزال مستمرة وشهوة الانتقام
لاتزال تحرك هذا الكيان العنصري الغاصب أمام صمت العالم الذي يدعي أنه يريد عالماً حراً خالياً من كل الأخطار ويبقى السؤال : إلى متى ستبقى المجزرة مستمرة فمجازر اسرائيل بدأت عالمية وعادت لتنصب على العرب، لكن غرور اولمرت وعصابته سيعيدها ثانية إلى ابتزاز العالم الذي صمت طويلاً أمام جرائمه .