حينما أرسفُ بالأسوارِ في كلُ مساء
ولكم مرة مساءٌ ومساء
ويحومُ الليلُ كالطائرِ في منقارهِ خيطُ ضياء
لنجوم ٍ لا أراها في السماء
يفرد القلبُ جناحيهِ بعيداً ويطير
لبساتينك يا غزتي الخضراء في ليلِ الجحيم
ولجدرانكِ تغلي كالصدور
جَرَحُوها بالرصاص
والمناشيرُ عليها كالقناديلِ تقول
يا جدار المستحيل
خافقاً في كلّ صدرٍ ثقوبه
وهو شَبَّاكي الذي قد فتحوه
لأرى شعبي الذي لم يُخضعوه
خافقاً في شفتي من عذبوه
أحرقوه ليَفوه
غيرَ أن القلبَ خفاقٌ ولكن لا يَفوه
خافقاً في ظلكَ الشامخ يا من طاردوه
وعلى درب كحدِّ السيف قد راحَ يغير
كيف يكبو والجماهيرُ ابوه
يَدُها في يدِهِ أنَّى يسير
ويهوذا ورَنين الفضةِ الدّاجي الرهيب
قد مضت تنهشُ عيناهُ الدروب
واقفٌ يحلمُ فيها بمسيحٍ وصليب
غزتي أنا لم يصدأ دمي في الظُلمات
فدمي النيرانُ في قشِّ الغزاة
وشرارات دمي في الريحِ طارت كلمات
كعصافيركَ يا إكليلَ شعبي وهو يدمي القيود
إننا سوفَ نعود
وعلى درب كألوانكَ يا قوس قُزَح
وستذرو الريحُ أشلاءَ الشَبَح