إلا أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ما زالت تتمسك ببصيص من الأمل لتحقيق حلمها بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي , وتسعى جاهدة حتى الرمق الأخير من أجل إنقاذ الصفقة التي توصلت إليها مع بروكسل , ويبدو أنها لم تمل بعد من رفض البرلمان المتكرر للاتفاق بعد أن فشلت في تمريره ثلاث مرات خلال الأشهر الماضية , بل عرضت تنازلات جديدة بهدف الحصول على دعم النواب والمعارضة لخطتها , معتبرة أنها الفرصة الأخيرة للخروج من المأزق , في وقت تواجه فيه اتنقادات واسعة وضغوطا متزايدة , حتى من داخل حزبها من أجل الإطاحة بها.
حيث طلبت ماي من زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين دعم اتفاقها من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد أن عرضت مبادرات من بينها فرصة التصويت على إجراء استفتاء ثان.
وذكرت «رويترز» أن ماي أعربت في رسالة وجهتها أول أمس لكوربين حول مشروع قانون اتفاق الانسحاب الذي يحقق شروط خروج بريطانيا عن استعدادها للتنازل من أجل أن تحقق للشعب البريطاني الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ودعت ماي كوربين للتنازل أيضا كي يحقق حزباهما ما تعهدا به في بياناتهما , ولإعادة الثقة في السياسة البريطانية.
وكان كوربين قال أول أمس أن حزبه لا يمكنه التصويت لمصلحة مشروع قانون اتفاق الانسحاب واصفا عرض ماي بأنه إعادة صياغة لموقف الحكومة في محادثاتها مع المعارضة التي انهارت الأسبوع الماضي.
الى ذلك دعا حزب العمال ماي إلى عدم طرح الاتفاق للتصويت للمرة الرابعة في البرلمان بعد أن وجه نواب انتقادات لعرضها الجديد.
وفي السياق ذاته بدأ بعض النواب في حزب المحافظين الحاكم الذي تتزعمه ماي مسعى جديدا للإطاحة بها حتى لا تسنح لها فرصة طرح خطة التسوية التي وضعتها للخروج من الاتحاد الأوروبي للتصويت في البرلمان مرة رابعة.