تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ألاعيب الأميريكيين

حدث وتعليق
الخميس 23-5-2019
حسين صقر

من المعروف أن أميركا لم تبد أي نية للخروج من سورية حتى الآن، والدليل قرار الانسحاب الذي أعلنته، وبقي مجرد حبر على ورق،

وذلك من أجل حماية إرهابيي»قسد» الذين تدعمهم في منطقة الجزيرة، وبهدف تخويف تركيا والضغط عليها، وإبقائها تابعة ووكيلة لحروبها وأعمالها، وكي تبقي أولئك قسيمة رابحة تستخدمها في أي عملية تفاوض مع الأطراف الفاعلة والمشاركة في حل الأزمة، بهدف تحصيل بعض المكاسب التي تسعى إليها منذ بدء حربها الإرهابية.‏‏

إذاً وبرغم بقاء قوات دونالد ترامب حالياً مسألة لا جدل فيها، والإدارة الأميركية اتخذت قرارها في هذا الشأن، وهي تراوغ وتناور وتلعب على جميع الحبال للاستثمار بالإرهاب، يحاول أعضاء الكونغرس إيهام العالم بأنهم موجودون، ويمارسون دورهم على أكمل وجه، ولهذا يدعون رئيسهم لإبقاء قوات بلادهم في سورية بحجة التصدي للجماعات الإرهابية التي تدعمها تلك الإدارة أصلاً، وتهدد بهم أمن المنطقة برمتها، وليس كما تدعي لحماية حلفائها الذين أمعنوا معها بدعم عصابات التطرف مالياً ولوجستياً وإعلامياً وبشرياً.‏‏

ألاعيب الأميركيين لن تنطلي على أحد، ومعروف عنهم تبادل الأدوار، ومؤسساتهم العسكرية والأمنية والنيابية والسياسية، لا يمكن أن تعمل إلا لهدف واحد، لكنهم يظهرون بأنهم على خلاف، وإن كان ذلك حقاً، فإنهم يختلفون من الأكثر بينهم عدائية للشعوب، ومن منهم يمتلك الفكر الاستعماري الذي يريد السيطرة عليها والاستحواذ على مقدراتها وإرادتها، وما الأنباء عن الخلافات والصدامات التي نسمع أو نقرأ عنها بين الحين والآخر، ليست إلا نصوص مسرحية يكتبها الاستشاريون، ويؤديها ممثلو تلك الجهات، فيما الغاية واحدة وهي تحقيق الربح المادي والمعنوي.‏‏

نبأ توقيع الأربعمئة من أعضاء الكونغرس على عريضة بقاء القوات الأميركية في سورية، هو محقق أصلاً، ولا حاجة لأي طلب في هذا الخصوص، وهو ما يريده ترامب وحكام البيت الأبيض، ولكنهم يريدون البحث عن سبب لتعزيز ذاك البقاء، ويجدون ضالتهم في عريضة الكونغرس، إذا لم يكن هو من دفعهم للمطالبة بذلك، ليبرر للمجتمع الدولي الضغوط التي يتلقاها في الداخل، ولاسيما من أعضاء الكونغرس، فهؤلاء سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين، فهم يعملون لمصلحة مؤسسة واحدة وليسوا منقسمين إلا أمام الإعلام.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية