تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حراك بيئي.. جميل ومفيد

أروقة محلية
الخميس 23-5-2019
ميشيل خياط

تقدمت فرقة الشبيبة الموسيقية الموكب، طبول وأبواق أضفت الحيوية على منطقة شرق التجارة،

توقف الموكب وجرى توزيع أكياس قمامة سوداء وقفازات شفافة وكمامات قماشية على المشاركين من شبان وشابات (اتحاد شبيبة الثورة) ويافعين ويافعات (طلائع البعث) وممثلي الجمعيات البيئية والتنموية والعاملين في مديرية بيئة دمشق.‏‏

وراح الجميع ينظفون إحدى الساحات، سألت المهندسة وديعة جحا مديرة البيئة في محافظة دمشق عن الجدوى، أدهشني الجواب: وسيلة إيضاح، فمنذ خمسة أيّام ونحن نصغي إلى محاضرات نظرية توجت بهذا الْيَوْمَ العملي، ارتفع وزن النفايات الصلبة (الزبالة) إلى٣٣٠٠ طن يومياً في دمشق، قلت لها، الرقم مدهش، وكان ١٤٠٠ طن قبل الحرب، دخلت اليونيسف (منظمة الطفولة العالمية التابعة للأمم المتحدة) على خط الإصحاح البيئي وأقيمت هذه الفعالية الفكرية والعملية بالتعاون معها، ونظراً لنجاحها الباهر شعبياً ولدى المشاركين من ممثلي الجمعيات البيئية والتنموية جرى تمديدها يومين في مبنى الخدمات الفنية في كفرسوسة نظرياً وفِي ساحة الجوز عملياً، المشهد ذاته تكرر في كفرسوسة لكن المحاضرات في المبنى الزجاجي البهي كانت مختلفة، رفعت الراية الحمراء للدلالة عن العلاقة ما بين الصحة والبيئة، المهندس يوسف الكردي معاون مدير التوعية البيئية في وزارة الإدارة المحلية والبيئة يقرع ناقوس الخطر بشأن استخدام عبوات البلاستيك في حفظ المكدوس والزيتون، الخطر كبير -تفاعلات تفرز مواد مسرطنة- والدكتور عاطف الطويل يربط ما بين التلوث وعشرين مرضاً، عقموا البقدونس والنعناع والبقلة والخيار بعد الغسيل بالماء والصابون، عقموهم بنقعهم بالخل لربع ساعة للوقاية من الزحار والديدان واليرقان..!‏‏

وبصفته مديراً للأمراض البيئية في وزارة الصحة، سألته عن اللايشمانيا حبة حلب فأوضح أنها ثمرة التلوث ولَم تعد محصورة في حلب بل ظهرت في محافظات عديدة. لكم سرني أن أعرف أن منظمة الصحة العالمية قدمت مؤخراً لستين قرية في دير الزُّور ٦٤ ألف ناموسية مشبعة بالمبيدات التي لا تضر الإنسان وتقتل ذبابة الرمل الناقلة لفيروس اللايشمانيا وهي حشرة صغيرة جداً تنفذ من أصغر الفتحات ولهذا فإن أفضل حل للتخلص منها تلك الناموسيات المشبعة بالمبيدات فبمجرد ملامسة الحشرة للناموسية تموت.‏‏

أضاءت تلك الفعالية التي امتدت ثمانية أيّام في دمشق أهمية المساعدة الأممية لسورية في الجانب البيئي الحاضن لحياتنا، وتلك المساعدة تتطلب تقديم اقتراحات وتحديد الاحتياجات ووجود عقول واعية وناضجة ترى في العوامل المسببة للأمراض أولوية على صعد الوقاية وهذا أفضل بكثير وأوفر من معالجة الأمراض بالتشخيص والتحليل والجراحة والأدوية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية