تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قلة المال والحظ والاهتمام.. أهم أسباب هبوط المجد إلى الدرجة الأولى

رياضة
الخميس23-5-2019
مجد الشيخ

رغم الحزن الذي خيم على عشاق كرة المجد لكرة القدم بعد هبوط فريقه إلى الدرجة الأولى، إلا أن المراقبين الجديين لمسيرة الفريق منذ موسمين وامتداداً للموسم الحالي، كانوا يتوقعون هذه النتيجة لأسباب عديدة مالية وإدارية وفنية، أخلت بتوازن الفريق وجعلته يترنح على حافة الهبوط للدرجة الأولى.

وإذا كان الحظ قد ساعد الفريق في المواسم الماضية للابتعاد عن تجرع الكأس المرة، فهو قد جافاه هذا الموسم وأدار له الظهر . أما مالياً فأثر عقد الاستثمار المجحف الذي وقعته إدارة النادي في مداخيلها، الأمر الذي انعكس بدوره على امكانية تأمين فترة تحضيرية مناسبة للفريق، الذي حرم من القدرة على الاحتفاظ بلاعبين قديرين كانوا في صفوفه، وغادروه الى أندية أخرى قدمت لهم عقوداً مالية أفضل، يضاف إلى ذلك حرمان الفريق من القدرة على تعزيز صفوفه الأساسية والاحتياطية بلاعبين قادرين على تحمل دوري طويل وحافل بالمفاجآت. وجاء الضعف الاداري ليزيد الطين بلة، أولاً لجهة العجز عن تأمين مداخيل إضافية لدعم الفريق عبر استقطاب داعمين وممولين، وثانياً العجز عن تحسين شروط العقد الاستثماري المجحف الذي وقعته الادارة، وعدم اهتمام الجهات المعنية في الاتحاد الرياضي العام بفتح هذا الملف، والنظر إلى تفاصيله بموضوعية تحمي حقوق النادي ومداخيله، التي تعد أمراً حيوياً لتأمين الشروط الضرورية لنجاح التخطيط للعمل الرياضي عامة في النادي، ولإنجاح الفريق الأول لكرة القدم.‏

وإذا كانت فرق القواعد قد شكلت القرش الأبيض لنادي المجد في الأوقات الحرجة في ماضيات الأيام، إلا ان ظلال الإهمال وضعف المخصصات المالية، قد طالها بدوره وفاقم الأوضاع السيئة وحرم الفريق الأول من الاعتماد عليها، لترميم ولو ثغرات قليلة في صفوفه أقله على مقاعد البدلاء.‏

مجمل هذه الظروف جعلت الطريق ممهدة أمام سيناريو الهبوط إلى الدرجة الأولى، الذي وإن كان يحزن أغلبية محبي الفريق، إلا أنه وكما ألمح بعض المتابعين لأوضاع النادي يفرح ويريح آخرين، خاصة مع خروجه من دوري الأضواء وصعوبة العودة إليه في الموسم القادم الذي ستهبط فيه أربعة فرق من دوري المحترفين وكذلك وجود منافسين أقوياء في دوري الدرجة الأولى طامحين للعودة. ما تقدم من انطباعات وتحليلات حملناه إلى الأطراف الثلاثة المعنية بشكل مباشر بما حصل، وتحملت على مدار أسابيع دوري المحترفين الضغط والجهد الأساسي في خوض هذه المعركة، للوقوف على رؤيتها للأسباب والظروف التي أدت لهذه النتيجة القاسية.‏

المال أولا ً‏

رئيس نادي المجد فايز خراط وضع العامل المالي على رأس الأسباب التي اثرت فيما حصل قائلاً : الدخول لخوض دوري المحترفين بطريقة جيدة بأقل من مبلغ 150 مليون ليرة سورية هو ضرب من المخاطرة، ونحن في نادي المجد مداخلينا من عقد الاستثمار لا تتجاوز 45 مليون ليرة سورية، حاولنا رفعها من خلال تعديل شروط الاستثمار لكن لم نوفق، الأمر الذي أضعف قدرتنا على الاحتفاظ ببعض اللاعبين بعد انتهاء عقودهم، مثل اللاعب إياد عويد الذي قدم له ناديه الطليعة عقداً خارج قدرتنا على تأمينه، فيما حاولنا الحصول على مداخيل لصالح الفريق الاول من خلال الحصول على نسبة من عقد اللاعب رامي عامر(2 مليون ليرة سورية )، الذي لم ينته عقده مع النادي وحصل على عقد جيد مع ناديه الحالي .‏

واعتبر رئيس النادي أن اللاعبين لم يكونوا على قدر الآمال المعقودة عليهم، واستغل بعضهم التعامل الأبوي لمدرب الفريق الكابتن عماد دحبور، وأضاف: فريقنا عانى من التذبذب في المستوى الذي قدمه، فليس من المعقول أن تفوز على فريق الاتحاد وتخسر أمام حرفيي حلب في المباراة التي تليها، وبصراحة من الصعب على فريق يريد أن يبقى في دوري المحترفين ويضيع نقاط مباراتي الذهاب والإياب مع حرفيي حلب. خراط رغم اعترافه بوجود أخطاء تحكيمية إلا أنه أشار إلى أن مباراة فريقه الحاسمة مع نادي جبلة كانت نتيجتها عادلة ومستحقة لنادي جبلة. وفيما يخص رؤيته بالاعتماد على قواعد النادي، جدد خراط ثقته بهذه القواعد رغم تراجع مستواها في ترتيب دوري الشباب، معتبراً أنها أحد الحلول المهمة لتخفيف الأعباء المالية عبر تدعيم صفوف الرجال للعودة إلى دوري المحترفين، مقراً بصعوبة هذه المهمة خاصة مع تطبيق هبوط أربعة فرق لدوري الدرجة الأولى في الموسم القادم. وأضاف الخراط: لدى نادينا 400 لاعب في الأشبال ويجب الاهتمام بهم ليشكلوا رافداً لفرق النادي وحلاً لتخفيف الأعباء المالية . وبشر رئيس نادي المجد بتمكن الإدارة من رفع مداخيل النادي مع مطلع العام القادم إلى 90 مليون ليرة سورية من خلال تفعيل مشاريع استثمارية جديدة سيتم الكشف عنها قريباً. كما طمأن جميع اللاعبين الذين تبقت لهم حقوق في ذمة النادي إلى أن حقوقهم محفوظة، لكنه أشار إلى فرض عقوبات على هذه المستحقات بسبب هبوط الفريق إلى مصاف الدرجة الأولى .‏

الدافع الوفاء‏

من جهته فضل مدرب الفريق الكابتن عماد دحبور افتتاح تعليقه على هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى بالتوضيح أن عودته من عمان لتدريب الفريق، كانت بناء على اتصال من رئيس النادي الذي قدم وعوداً بالاستفادة من أخطاء المواسم الماضية، وفتح صفحة جديدة يتم فيها العمل على أسس صحيحة، وقال الدحبور: لقد فضلت تدريب فريق المجد كنوع من الوفاء للنادي الذي تربيت فيه رغم أني تلقيت عرضاً من ناد ساحلي يتجاوز العقد الذي وقعته مع النادي المجد بأربعة أضعاف، وكذلك كان هناك عقد لتدريب ناد كبير في دمشق كنت أتمنى كمدرب تدريبه.‏

مفاجأة وصدمة‏

وتابع مدرب المجد حديثه : تسلمت مهمتي قبل 20 يوماً من انطلاق الدوري لأصدم بوجود ما يمكن اعتباره فريقا، حيث لا تعاقدات جديدة مناسبة ومغادرة لاعبين أساسيين، أضف إلى ذلك عدم وجود إمكانات مادية لإنجاز تعاقدات جدية ومناسبة، لدرجة أنني اضطررت للطلب من الإدارة إعادة 5 لاعبين من الشباب كنت قد صرفتهم لأن مستواهم الفني لا يناسب مباريات الدوري، بعد أن تبين أن مستواهم أفضل من اللاعبين الذين عرضوا علينا وأغلبهم من دوري الدرجة الأولى، وبالمختصر أنا لم أنتق لاعبي الفريق بل وافقت على ما هو متاح، ومن أصل 10 طلبات تقدمت بها للإدارة لم ينفذ أي واحد منها . وحتى المباريات الودية التحضيرية اقتصرت على 3 مباريات كان آخرها قبل انطلاق منافسات الدوري بيومين.‏

فنيا ورغم كل ما تقدم حول بنية الفريق التي اعتمدت على ما تيسر من لاعبين وكان عماده لاعبين كبارا في العمر قدموا ما أمكنهم كرجا رافع وبشار قدور وعلي دياب ومصطفى قضماني، قدم الفريق مباريات جيدة أمام فرق كبيرة، ولكن بالمقابل أهدر الكثير من النقاط والأهداف، لأسباب لا يمكن أن أتفهمها كمدرب وخاصة في لعبتي حرفيي حلب، هذا مع افتقار لاعبين كبار للحلول الفردية ما ضيع علينا الكثير وكذلك عدم وجود بدلاء مناسبين. وحتى على مستوى تنفيذ ركلات الجزاء وعددها 6 التي احتسبت لنا في الدوري، اضاع لاعبونا خمساً منها، ووصلت الأمور لدرجة أن كبار اللاعبين صاروا يتهربون من تنفيذها. وعن أسباب استمراره مع الفريق رغم تراجع الادارة عن وعودها قال دحبور: كنت أريد الاستقالة بين الذهاب والإياب، ولكن مجدداً لم أكن أريد أن أكون السبب في إحداث هزة في الفريق الذي يعاني أصلاً من حالة عدم استقرار ،كذلك كنت على وشك الاستقالة بعد مباراة الاياب مع الطليعة بعد ان وصلني أن رئيس النادي قال إنه سيقيل الجهاز الفني إن لم يحقق الفوز في هذه المباراة، لكن تحت ضغط اللاعبين تراجعت. مدرب المجد ختم حديثه بالقول: الجميع يتحمل المسؤولية فيما حصل لكن الادارة واللاعبين يتحملون الجزء الأكبر.‏

الإدارة مقصرة‏

مهاجم الفريق المخضرم رجا رافع أرجع سبب هبوط الفريق لثلاثة أسباب هي، تقصير الادارة التي لم تؤمن معسكرات ولا مباريات ودية، وكذلك تأخرت في انجاز التعاقدات، وأضاف: نحن كلاعبين نتحمل مسؤولية أيضاً فغياب الطموح عند اللاعب مشكلة، وقد أضعنا نقاطاً مهمة كانت في متناول أيدينا خاصة في مباراتي حرفيي حلب، هذه النقاط كانت كافية لإبعادنا عن تهديد الهبوط .‏

أما السبب الثالث فأرجعه رافع لضعف المستوى التحكيمي وقال: التحكيم هذا الموسم لعب دوراً سلبياً بشكل عام، حيث خضع للتأثيرات والضغوط وهذا تسبب في خسارتنا نقاطاً هامة. ودافع رجا عن مدرب الفريق ورفض تحميله أي مسؤولية وأضاف: الكابتن عماد قدم كل ما لديه للفريق ومكننا من الوصول إلى المرمى، ولكن كل الوعود التي قدمت له بالوقوف مع الفريق ودعمه لم تنفذ.‏

وفيما يتعلق باستمراره مع الفريق جزم رافع أنه لن يستمر مع الفريق وأنه يبحث عن تجربة احترافية جديدة مؤكداً أنه سيستمر في اللعب طالما تمكن من ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية