تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إن فاز ماكين..هل نشهد مئة عام من الاحتلال?

دراسات
الأربعاء 13/2/2008
بقلم نواف أبو الهيجاء

في حمأة التدافع نحو الترشيح للبيت الأبيض الأميركي -ما بين الجمهوريين والديمقراطيين- وعشية (الثلاثاء) الكبير تحدث جون ماكين (المرشح الجمهوري) عن احتلال العراق, وعن موقفه منه إن وصل -لا سمح الله- إلى البيت الأبيض قال:

(علينا ألاننسحب, علينا البقاء هناك طويلاً.. لمئة عام.. المهم ألا نهزم) أي أن ماكين يزايد على بوش منذ اليوم ويفهم منه أن بوش (كان ألطف) وأرحم, ولنتصور أن ماكين انتخب رئيساً للولايات المتحدة وهو على هذا القدر من التزمت ومن التطرف,فما الذي سيحدث في العالم?‏

بل دعنا نتصور العراق بعد مئة سنة من الاحتلال الأميركي (لا قدر الله)? إذا كانت خمس سنوات من الاحتلال الأميركي قد تمخضت عن قتل أكثر من مليون عراقي, وأكثر من خمسة ملايين مهجر -في داخل العراق وخارجه- وعن عدة ملايين من الأرامل وخمسة ملايين من الأيتام, وهجرة العقول التي لم تصل إليها يد الاغتيال والخطف, وفقدان أبسط وسائل الحياة: الماء والكهرباء والمحروقات (مع أن العراق بلد نفطي كبير, كما أنه بلد دجلة والفرات) عدا عن فقدان الأمن والخدمات, وهو قد أصبح البلد الأول في الفساد المالي والإداري, فكيف سيكون عليه وضع العراق بعد قرن من الاحتلال الأميركي? والمقصود هنا (الاحتلال غير المباشر) لأن الاحتلال المباشر سيندثر وسيقبر بفعل المقاومة العراقية, والخسائر الكبيرة التي ستتكبدها الولايات المتحدة, وهذا بيت القصيد في الجاري حالياً على الطبيعة:‏

المناورة الأميركية يراد منها الآتي:‏

- إن فاز الديمقراطيون فالقرار انسحاب فوري أو سريع من العراق, وبما يعني التهديد باحتمالات أن يسوء الوضع أكثر وتدخل (البلاد في حرب أهلية).‏

- أما إن فاز الجمهوريون فإنهم سيتشبثون بالاحتلال وسيمكث العراق تحت (استعمار أميركا وإن لمدة مئة عام).‏

أي على العراقيين اختيار أهون الشرين: وبمعنى أوضح عليهم إبرام اتفاق مع الإدارة الحالية -إدارة جورج بوش التي ستكتفي بتنظيم نهب الثروة الوطنية- النفط, وتكتفي أيضاً بالبقاء العسكري حتى عام 2018 -أي التمديد لعشر سنوات, كما صرح بذلك بوش في أثناء جولته بالمنطقة, أما القوات الأميركية فيمكن أن تتمركز في قواعد عسكرية خاصة خارج المدن, ولعشر سنوات فقط, ما يدور اليوم, وفي أثناء الحملة الانتخابية الأميركية يكشف الكثير من الحقائق,خاصة إذا ما تابعنا الحوارات والنقاشات بين المتنافسين, ومن الحزبين, ماكين صورة (بارزة جداً) وتحته أكثر من خط أحمر -بحيث تبدو صورة جورج دبليو بوش أمامها مزوقة وجميلة, صورة الحمل الوديع, أما ما يتصل بقضية الأمة في فلسطين فعلينا أن ندرك أن الفارق بين الجمهوريين والديمقراطيين هو الفارق بين نظرة عيني شخص واحد إلى الإنسان الفلسطيني وحقوقه.‏

وإذا كان للديمقراطيين أي نصيب في الرئاسة الأميركية, فالمؤكد أنهم سيرفعون شعار (أمن إسرائيل أولاً), مع أنهم يمكن أن ينسحبوا من العراق -بعد تكبيله باتفاقيات تثلم سيادته إلى مدى غير منظور.‏

nawafabulhaija@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية