أهي حرب باردة?!
لوس انجلوس تايمز ترجمة الأربعاء 13/2/2008 ترجمة: د. ممتاز الشيخ تعتقد القيادة الروسية أن الوقت الراهن أكثر ملاءمة من أي فترة سابقة لمناهضة سياسة واشنطن بسبب فقدانها الكثير من
قوتها إبان إدارة الرئيس بوش, ويهدف قادة موسكو من ذلك تعزيز مكانتهم داخل روسيا من جهة, وإعادة الدور المفقود لروسيا في المجال الدولي من جهة أخرى. وحسب رأي موظفي البيت الأبيض أن القادة الروس يؤكدون أن واشنطن قد استغلت في وقت سابق ظرف روسيا ووضعها المتهالك بعد تلاشي الدولة السوفييتية وانقضاء الحرب الباردة لتزيد من تواجدها في الساحة الدولية وتفرض شروطها تماشياً مع مصالحها دون مراعاة أي اعتبارات أخرى, وبالفعل ثمة شعور عام متنام بين المواطنين الروس يجزم بأن سلوك واشنطن في الساحة الدولية قد تغير نحو الأسوأ خلال السنوات الأخيرة, وعلينا تغيير ردة الفعل إزاء هذا السلوك" يشبّه ميخائيل ديلاغين مدير معهد موسكو لقضايا العولمة, واشنطن في سلوكها الحالي بأنها تشبه بعض المجرمين الذين يدخلون أحد الحانات وهم مدججين بالأسلحة, وما إن يدخلون الحانة حتى تسمع صراخ التهديد للزبائن بأن الذي ينفذ صبره سيصار إلى التخلص منه بالأسلحة المتوافرة" وهكذا هي واشنطن حالياً, فهي تفسر أي اختلاف في وجهات النظر بأنه إشارة عدوان عليها وعلى سياستها, وقد بلغت حدة التوتر بين البلدين إلى درجة اتهام كل منهما للآخر, ولو بشكل غير مباشر, بألمانيا الشوفينية. يضيف أحد موظفي البيت الأبيض: "أن الشكوى الروسية المزمنة باستغلال وضعها بعد الحرب الباردة يذكرنا كثيراً بالوضع الذي كان قائماً في ألمانيا في بداية القرن العشرين,عندما ماانفك قادتها يتظلمون من نتائج الفترة السابقة على بلادهم ليكسبوا من تظلمهم هذا مساندة الرأي العام المحلي. وبالفعل, عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استيائه الشديد من الوضع الدولي القائم في لقاء ميونيخ شباط العام المنصرم, حين هاجم واشنطن بقسوة, وإن لم يذكرها بالاسم, حين وجه انتقاده للدول التي تحاول توسيع مناطق نفوذها العالمية بما يذكر بأجواء ما قبل الحرب العالمية الثانية. وإذ يحاول ساسة البيت الأبيض عدم إشاعة الخلاف مع روسيا على الملأ, مركزين مقابل ذلك إلى القضايا الدولية التي تحظى بتعاون الطرفينن مثل محاربة الإرهاب, والتقاء وجهات النظر بما يخص البرنامج النووي الكوري, لكنهم في الوقت ذاته, لا يعيرون انتباهاً للجدل المحتدم بين الأوساط المهتمة و بين خبراء السياسة الخارجية في أسئلة هامة مثل: " من الذي أضاع روسيا القوية?" وهو ما يذكرنا يذكرنا كثيراً بالجدل الذي احتدم في عشرينيات القرن الماضي حول قضية مشابهة " من الذي أضاع الصين?" وفي هذا السياق أدلت كونداليزا رايس خلال كلمتها في ملتقى دافوس الاقتصادي الأربعاء 23/1/2008برأيها عن أجواء عودة "الحرب الباردة", التي يتنامى الحديث عنها يوماً بعد يوم, بأنها هراء أجوف. وبدوره صرح دانييل فريد, مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية " بأننا لا نريد عداوة روسيا, ولانعمل على إضعافها ابداً, إلا أن بوادر الاحتكاك والتطاحن بدأت تأخذ معالمها أكثر في الآونة الأخيرة." ففي الشهر الأخير قامت روسيا بتزويد طهران بالوقود النووي الخاص لمفاعل بوشهر, بالرغم من معارضة واشنطن لذلك, كما أن روسيا والصين عملتا على تخفيف وطأة العقوبات التي سعت واشنطن في فرضها على طهران عبر الأمم المتحدة.
|