ومن المعر وف ان القوات الالمانية المتواجدة حاليا في افغانستان لايتجاوز عددها 3200 جندي مرابط في العاصمة كابول وفي المناطق الشمالية لتلك البلاد وذلك كجزء من مهمة الناتو للحفاظ على السلام في تلك البقعة من العالم.
وكانت واشنطن قد ألحت في السابق على برلين لتعمل تلك الأخيرة على نشر قواتها جنوب افغانستان لكنها لم تلق إلا الرفض باستمرار وبشكل قاطع وهو مادفع واشنطن لممارسة مزيد من الضغوط على برلين لتنقل قواتها إلى جنوب افغانستان أعقب هذا التحرك تعهد حكومة كندا بسحب قواتها المربطة في افغانستان ما لم يتم ارسال مزيد من قوات الناتو الى جنوب تلك البلاد ثم تهديدها بتنفيذ هذا الوعيد, فقد فقدت كندا أكثر من 77 جنديا من قواتها المقاتلة في أفغانستان, وتتضمن الرسالة التي بعث بها وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس إلى نظيره الالماني فرانز جوزف يونغ تفاصيل تلك الخلافات المحتدمة بين الجانبين حول هذا الموضوع بوصفها غير مألوفة ومثيرة للجدل كما كتبت صحيفة سودتش زيتونغ الالماينة كذلك تناولت رسالة غيتس ما نفذته القوات الالمانيه على الاراضي الافغانية بالتجريح والنقد واصفة تلك الانجازات بالمخيبة للآمال ثم طلبت من حكومة برلين الاخذ بعين الاعتبار الاوامر الافغانية الرسمية الجديدة الصادرة عن حكومة كابول التي تقضي بدعوة وحدات الحوامات التابعة للفرق الالمانية التوجه إلى جنوب افغانستان كذلك احتوت الرسالة الرغبة الاميركية في تقديم الجنود الالمان المساعدة لاستبدال فيلق اميركي يتمركز جنوب افغانستان قوامه 2200 عنصر بقوات المانية إثر انسحابه من تلك المنطقة في الخريف القادم.
وجاء الرد الالماني مزيجا من الحنق والاستغراب وقد تسربت التعليقات المبديئة من مصدر مجهول الهوية في وزارة الدفاع الالمانية على رسالة غيتس واصفه اياها بالوقاحة والحمق.
واتهم مسؤول الماني بارز غيتس هذا بمحاولة إغراق المانيا في دوامة التعذيب النفسي.
أما الناطق الرسمي باسم المستشارة انجيلا ميركل فقد أفاد بان هذه القضية غير قابلة للنقاش حاليا هذا بينما رفض وزير الخارجية الالماني فرانس فالتر شتاينماير مبادرة غتيس بشكل صريح وعلني قائلا: اعتقد أنه علينا متابعة تركيز اهتمامنا على المنطقة الشمالية من افغانستان وبرر وزير الدفاع الالماني موقف بلاده هذا حين صرح ان هناك تقسيمات اقليمية واضحة بالنسبة لنشر قوات الناتو في افغانستان ثم اضاف: لن يسمح بشكل رسمي ارسال الجنود الالمان الى جنوب افغانستان الا عندما تدعو حالة الطوارى ذلك.
ومن المتوقع ان تحتل قضية افغانستان الصدارة قريبا خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو في ليتوانيا.
وكان الحزب الديمقراطي الاجتماعي في المانيا ويشكل ائتلافا مع حزب المستشارة المحافظة ميركل الذي يرأس حكومة برلين قد صوت ضد مبادرة ارسال مزيد من القوات الالمانية إلى جنوب افغانستان.
وحذر المتحدث باسم شؤون الدفاع التابعة لهذا الحزب رينر آرنولد من تقويض تلك الخطوة لدعم الشارع للقوات الالمانية في صفوف الناتو وبخاصة تلك المتعلقة بمهامها في افغانستان وأضاف: لا أرى تأييدا واسعا لهذه الخطوة سواء من قبل البرلمان الالماني أو عامة الشعب إنها شروط مسبقة لاستمرار تواجدنا في افغانستان.
وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت في المانيا أواخر العام الماضي إلى أن اكثر من نسبة 50% من الشعب الالماني تؤيد الانسحاب الكامل لقواتها من افغانستان وتواجه خطة المستشارة ميركل الرامية إلى نشر 200 وحدة ألمانية مقاتلة شمال افغانستان لتحل محل الوحدات النرويجية التي تتولى مهام القيام بدوريات الشرطة معارضة كبيرة في الشارع الألماني.
وقد زودت حكومة برلين مؤخرا بتحذير من قبل منظمة الناتو تحظر عليها فيه من قيام القوات الالمانية بتنفيذ مهام دفاعية الا في حال تعرضها للهجوم اولا.
ويتوقع المراقبون أن تواجه ألمانيا ضغوطات متزايدة خلال انعقاد قمة الناتو قريبا في فيلنيوس بعد ان رفضت برلين الانصياع لطلب واشنطن حول نشر المزيد من القوات الالمانية جنوب افغانستان.